جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ{[2929]} إِلَى الْكَهْفِ } : صاروا إليه وسكنوا فيه هم من أهل الروم ، قصد دقيانوس تعذيبهم ليرجعوا إلى الشرك فهربوا بدينهم إلى الكهف{[2930]} { فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً } ترحمنا بها وتسترنا من أعين قومنا { وَهَيِّئْ لَنَا } : يسر لنا { مِنْ أَمْرِنَا } : الذي نحن فيه من الفرار عن الكفار { رَشَدًا } : نصير بسببه راشدين مهديين .


[2929]:الفتية جمع فتى وهو الطري من الشباب، فكانوا في سن الشباب مردا، وكانوا سبعة خرجوا من مدينتهم خائفين على إيمانهم من قومهم الكفار، حيث أمروهم بعبادة غير الله وكذلك ملك المدينة، أمرهم بما ذكر، واسمه دقيانوس ومدينتهم اسمها أفسوس عن أهل الروم؛ لأنها من مدائنهم، واسمها عند العرب طرسوس، فلما أمروهم بعبادة غير الله ذهب كل واحد منهم إلى بيت أبيه وأخذ منه زادا و نفقة وخرجوا فارين هاربين حتى أووا إلى كهف في جبل قريب من المدينة، فاختفوا فيه، وصاروا يعبدون الله ويأكلون و يشربون ويبعثون أحدا منهم خفية ليشتري لهم الطعام من المدينة وهم خائفون من اطلاع أهل المدينة عليهم فيقتلوهم لعدم دخولهم في دينهم، فجلسوا يوما بعد الغروب يتحدثون فألقى الله عليهم النوم وذلك قوله تعالى: "فضربنا على آذانهم" الخ /12 فتح.
[2930]:هكذا ذكره المفسرون من السلف والخلف /12 منه.