النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

قوله عز وجل : { إذ أوى الفتية إلى الكهف } اختلف في سبب إيوائهم إليه على قولين :

أحدهما : أنهم قوم هربوا بدينهم إلى الكهف ، قاله الحسن . { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشداً } .

الثاني : أنهم أبناء عظماء وأشراف خرجوا فاجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد ، فقال أسَنُّهم : إني أجد في نفسي شيئاً ما أظن أحداً يجده ، إن ربي رب السماوات والأرض ، { فقالوا } جميعاً { ربُّنا ربُّ السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شَطَطَاً } ثم دخلوا الكهف فلبثوا فيه ثلاثمائةٍ سنين وازدادوا تسعاً ، قاله مجاهد .

قال ابن قتيبة : هم أبناء الروم دخلوا الكهف قبل عيسى ، وضرب الله تعالى على آذنهم فيه ، فلما بعث الله عيسى أخبر بخبرهم ، ثم بعثهم الله تعالى بعد عيسى في الفترة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم . وفي { شططاً } ثلاثة أوجه :

أحدها : كذباً ، قاله قتادة .

الثاني : غلوّاً ، قاله الأخفش .

الثالث : جوراً ، قاله الضحاك .