غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

1

وقوله : { إذ أوى الفتية إلى الكهف } صاروا إليه وجعلوه مأواهم منصوب بإضمار " اذكر " ب { حسبت } لفساد المعنى ، ولا يبعد أن يتعلق ب { عجباً } والتنوين في { رحمة } إما للتعظيم أو للنوع . وتقديم { من لدنك } للاختصاص أي رحمة مخصوصة بأنها من خزائن رحمتك وهي المغفرة والرزق والأمن من الأعداء { وهيىء لنا } أي أصلح لنا من قولك هيئات الأمر فتهيأ { من أمرنا } الذي نحن عليه من مفارقة الكفار { رشداً } أي أمر إذا رشد حتى نكون بسببه راشدين غير ضالين فتكون " من " للابتداء . ويجوز أن تكون للتجريد كما في قولك " رأيت منك أسداً " أي اجعل أمرنا رشداً كله .

/خ26