لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

آواهم إلى الكهف بظاهرهم ، وفي الباطن فهو مُقِيلُهم في ظلِّ إقباله وعنايته ، ثم أخذهم عنهم ، وقام عنهم فأجرى عليهم الأحوال وهم غائبون عن شواهدهم .

وأخبر عن ابتداء أمرهم بقوله . { رَبَّنَا ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيْىءْ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَداً } : أي أنهم أَخّذُوا في التبرِّي مِنْ حَوْلِهم وقُوَّتِهم ، ورجعوا إلى الله بِصِدْق فَافَتِهم ، فاستجاب لهم دعوتَهم ، ودفع عنهم ضرورتَهم ، وبَوَّأَهم في كنف الإيواء مقيلاً حسناً .