تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

الآية10 : وقوله تعالى : { إذ أوى الفتية إلى الكهف } أي انضم ( واختلف في الكهف ){[11408]} قال بعضهم : الكهف : الغار في الجبل . وقيل : الفضاء و قيل : الملجأ . ولكن قد ذكرنا أنا لا ندري ما الكهف ؟ وما الرقيم ؟ ذلك بلسانهم ، وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة .

والفتية{[11409]} اسم الأحداث منهم والشبان ، لا اسم المَشْيَخَة ، ثم يكون ( اسم ){[11410]} الأحرار ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة } ( قال الحسن : { آياتنا من لدنك رحمة }{[11411]} أي حسنة { وهيئ لنا من أمرنا رشدا } أي تيسيرا{[11412]} . وهو ما ذكر في قوله : { ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا } ( الكهف : 16 ) فهذا ليس بدعاء . إنما هو تلقين وإلهام منه إياهم ، فيكون تفسيرا للأول .

وقال بعضهم : قوله : { آتنا من لدنك رحمة } أي رزقا ، لأنهم يفارقون قومهم لكفرهم ليسلم لهم دينهم هم عليه ، وهو الإسلام ، وقد عرفوا أنه ( تَسَعُ المفارقة ){[11413]} الناس طلبا لسلامة الذين ، ولكن لم يعرفوا أنه ( تسع مفارقة الناس ){[11414]} قومهم وما به قوام أنفسهم إلى مكان خال عن ذلك ، فسألوا ربهم الرزق إشفاقا على أنفسهم بقولهم : { آتنا من لدنك رحمة } أي رزقا { وهيئ لنا من أمرنا رشدا } أي احمل جميع أمورنا على الصواب والرشد على ما ذكرنا أنهم عرفوا سعة المفارقة للدين ، ولكن لم يعرفوا سعة تلك{[11415]} إذا كان فيها{[11416]} خوف هلاك أنفسهم ، فسألوا ربهم أن يحمل أمرهم ذلك على الرشد و الصواب .

ويحتمل { آتنا من لدنك رحمة } نعمة وسعة { وهيئ لنا من أمرنا رشدا } من أمر ديننا صوابا ؛ يقول : { آتنا من لدنك رحمة } دينا { وهيئ لنا من أمرنا رشدا } صوابا{[11417]} .


[11408]:ساقطة من الأصل و.م.
[11409]:في الأصل و.م: وهم الفتية.
[11410]:ساقطة من الأصل و.م.
[11411]:من م، ساقطة من الأصل .
[11412]:في الأصل و.م: يسيرا.
[11413]:في الأصل و.م: يسمع المفارقة.
[11414]:في الأصل و.م: يسمع.
[11415]:في الأصل و.م: ذلك.
[11416]:في الأصل و.م: فيه.
[11417]:ساقطة من الأصل و.م.