قوله عزّ وجلّ : { ويل } أي قبح ، وقيل : اسم واد في جهنم { لكل همزة لمزة } قال ابن عباس : هم المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب . وقيل : معناهما واحد ، وهو العياب المغتاب للناس في بعضهم . قال الشاعر :
إذا لقيتك من كره تكاشرني *** وإن تغيبت كنت الهامز اللمزا
وقيل : بل يختلف معناهما ، فقيل : الهمزة : الذي يعيبك في الغيب ، واللّمزة : الذي يعيبك في الوجه ، وقيل : هو على ضده ، وقيل : الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللّمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم ، وقيل : هو الذي يهمز بلسانه ويلمز بعينه . وقيل : الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ ، واللمزة الذي يرمق بعينه ، ويشير برأسه ، ويرمز بحاجبه . وقيل : الهمزة المغتاب للناس ، واللمزة الطعان في أنسابهم . وحاصل هذه الأقاويل يرجع إلى أصل واحد ، وهو الطعن وإظهار العيب ، وأصل الهمز الكسر والقبض على الشيء بالعنف ، والمراد منه هنا الكسر من أعراض الناس والغض منهم ، والطعن فيهم ، ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم ، وأفعالهم ، وأصواتهم ، ليضحكوا منه ، وهما نعتان للفاعل ، على نحو سخرة وضحكة للذي يسخر ويضحك من الناس . واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية ، فقيل نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب . كان يقع في الناس ويغتابهم . وقال محمد بن إسحاق : ما زلنا نسمع أن سورة الهمزة نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة ، كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه ، ويطعن عليه في وجهه ، وقيل : نزلت في العاص بن وائل السّهمي ، وقيل : هي عامة في كل شخص هذه صفته كائناً من كان ، وذلك لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والحكم . ومن قال إنها في أناس معينين ، قال : أن يكون اللّفظ عاماً لا ينافي أن يكون المراد منه شخصاً معيناً ، وهو تخصيص العام بقرينة العرف ، والأولى أن تحمل على العموم في كل من هذه صفته ، ثم وصفه فقال تعالى : { الذي جمع مالاً . . . } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.