قوله عز وجل : { ولكم في القصاص حياة } أي بقاء ، وذلك أن القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قتل قتل ترك القتل وامتنع عنه ، فيكون فيه بقاؤه وبقاء من هم بقتله . وقيل : إن نفس القصاص سبب للحياة ، وذلك أن القاتل إذا اقتص منه ارتدع غيره ممن كان يهم بالقتل . واعلم أن هذا الحكم ليس مختصاً بالقصاص الذي هو القتل ، بل يدخل فيه جميع الجراح والشجاج وغير ذلك ، لأن الجارح إذا علم أنه إذا جرح جرح لم يجرح ، فيصير ذلك سبباً لبقاء الجارح والمجروح ، وربما أفضت الجراحة إلى الموت فيقتص من الجارح . وقيل في معنى الآية إن الحياة سلامته من قصاص الآخرة ، فإنه إذا اقتص منه في الدنيا لم يقتص منه في الآخرة ، وفي ذلك حياته . وإذا لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة { يا أولي الألباب } أي يا ذوي العقول الذين يعرفون الصواب ، لأن العاقل لا يريد إتلاف نفسه بإتلاف غيره { لعلكم تتقون } يعني لعلكم تنتهون عن القتل خوف القصاص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.