{ ولكم في القصاص حياة } كلام في غاية الفصاحة والبلاغة حيث جعل الشيء محل ضدّه وعرف القصاص ونكر الحياة ليدل على أن في هذا الجنس من الحكم نوعاً من الحياة عظيماً ، وذلك أنهم كانوا يقتلون بالواحد الجماعة . قال الزمخشريّ : وكم قتل مهلهل بأخيه كليب حتى كاد يفني بكر بن وائل ، وكان يقتل بالمقتول غير قاتله ، فتثور الفتنة ويقع بينهم التشاجر ، فلما جاء الإسلام بشرع القصاص كانت فيه حياة أو نوع من الحياة ، وهي الحياة الحاصلة بالارتداع عن القتل ، لأنّ القاصد للقتل ؛ إذا علم أنه إن قتل يقتل يمتنع فيكون فيه بقاؤه وبقاء من يهتم بقتله . . وفي المثل : ( القتل أنفى للقتل ) وقيل في المثل : ( القتل قلل القتل ) وقيل : المراد بالحياة ، الحياة الأخروية ، فإنّ القاتل إذا اقتص منه في الدنيا لم يؤاخذ به في الآخرة . هذا بالنسبة للآدميّ وأمّا بالنسبة لله تعالى ، فإن تاب فكذلك وإلا فهو تحت المشيئة ، ثم نادى ذوي العقول الكاملة بقوله : { يا أولي الألباب } للتأمّل في حكمة القصاص من استبقاء الأرواح وحفظ النفوس ، ثم بين سبحانه وتعالى مشروعية ذلك بقوله : { لعلكم تتقون } القتل مخافة القود ، أو تعملون عمل أهل التقوى في المحافظة على القصاص والحكم به والإذعان له ، وهو خطاب له فضل اختصاص بالأئمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.