لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالُواْ مَآ أَخۡلَفۡنَا مَوۡعِدَكَ بِمَلۡكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلۡنَآ أَوۡزَارٗا مِّن زِينَةِ ٱلۡقَوۡمِ فَقَذَفۡنَٰهَا فَكَذَٰلِكَ أَلۡقَى ٱلسَّامِرِيُّ} (87)

{ قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي بملك أمرنا ، وقيل باختيارنا وذلك أن المرء إذا وقع في الفتنة لم يملك نفسه { ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم } أي حملنا مع أنفسنا ما كان قد استعرناه من قوم فرعون ، والأوزار الأثقال سميت أوزاراً لكثرتها وثقلها وقيل الأوزار الآثام ، أي حملنا آثاماً وذلك أن بني إسرائيل استعاروا حلياً من القبط ولم يردوها وبقيت معهم إلى حين خروجهم من مصر وقيل إن الله لما أغرق فرعون نبذ البحر حليهم فأخذها بنو إسرائيل فكانت غنيمة ولم تكن الغنائم تحل لهم { فقذفناها } أي ألقيناها قيل إن السامري قال لهم احفروا حفيرة وألقوها فيها حتى يرجع موسى فيرى رأيه فيها . وقيل إن هارون أمرهم بذلك ففعلوا { فكذلك ألقى السامري } أي ما كان معه من الحلي فيها ، قال ابن عباس : أوقد هارون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها ، وقيل إن هارون مر على السامري وهو يصوغ العجل فقال له ما هذا قال أصنع ما ينفع ولا يضر فادع لي . فقال هارون اللهم اعطه ما سألك على ما في نفسه . فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل وقال كن عجلاً يخور فكان كذلك . بدعوة من هارون .