بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ} (84)

قال الله تعالى : { فاستجبنا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ } ، يعني : رفعنا ما به من شدة { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } ؛ قال مقاتل : ولدت امرأة أيوب منه سبعة بنين وثلاث بنات قبل البلاء ، فأحياهم الله تعالى ؛ ثم ولدت بعد كشف البلاء سبعة بنين وثلاث بنات ، فذلك قوله : { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } . وقال الكلبي : ولدت سبعة بنين وسبع بنات ، فنشروا له ، وولدت امرأته مثلهم سبعة بنين وسبع بنات ؛ ويقال : آتاه الله عز وجل أهله في الدنيا ، ومثلهم معهم في الآخرة . وروى وكيع ، عن ابن سفيان ، عن الضحاك : أن ابن مسعود بلغه أن مروان بن الحكم قال : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } أي أهلاً غير أهله . فقال ابن مسعود : لا بل أهله بأعيانهم ومثلهم معهم .

ثم قال : { رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا } ، يعني : نعمة منا . { وذكرى للعابدين } ؛ يعني : عظة للمطيعين ؛ وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليعتبروا به ، لأن أيوب عليه السلام لم يفتر عن عبادة ربه عز وجل في بلائه .