فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ} (84)

فأخبر الله سبحانه باستجابته لدعائه فقال : { فاستجبنا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ } أي شفاه الله مما كان به وأعاضه بما ذهب عليه ، ولهذا قال سبحانه : { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قيل : تركهم الله عزّ وجلّ له ، وأعطاه مثلهم في الدنيا . قال النحاس : والإسناد بذلك صحيح ، وقد كان مات أهله جميعاً إلا امرأته ، فأحياهم الله في أقلّ من طرف البصر ، وآتاه مثلهم معهم . وقيل : كان ذلك بأن ولد له ضعف الذين أماتهم الله ، فيكون معنى الآية على هذا : آتيناه مثل أهله ومثلهم معهم ، وانتصاب { رَحْمَةً منْ عِندِنَا } على العلة أي آتيناه ذلك لرحمتنا له { وذكرى للعابدين } أي وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كما صبر .

واختلف في مدّة إقامته على البلاء : فقيل : سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام وسبع ليال . وقيل : ثلاثين سنة . وقيل : ثماني عشرة سنة .