تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ} (84)

الآية 84 : وقوله تعالى : { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } هو ظاهر أنه كشف عنه ما أصابه من البلاء في بدنه وأهله حتى عاد إلى الحال التي كان قبل ذلك . وقال بعضهم : أوتي أهله في الدنيا ومثل أجورهم في الآخرة . وقال بعضهم : { وآتيناه أهله } فأحياهم الله { ومثلهم معهم } وكانت امرأة أيوب ولدت قبل البلاء أولادا بنين وبنات ، فأحياهم الله . وقال بعضهم : { وآتيناه أهله } أي ما يتأهل به من الأهل والأنصار على ما كان له من قبل ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } يحتمل [ وجهين :

أحدهما ]{[12751]} : أن من ابتلي ببلاء ، فصبر على كما صبر أيوب على بلائه{[12752]} ، ففرجه الله عن ذلك [ البلاء ] {[12753]} يفرجه عنه كما فرج لأيوب .

والثاني : يُعلِمُ أن ما أصابه ليس لأمر سبق منه ، ولكنه ابتداء محنة من الله ، امتحنه بها ، وله أن يمتحن من شاء بما شاء من المحن .


[12751]:في الأصل و م: وجوها أحدها.
[12752]:في الأصل و م: بلاء.
[12753]:من م، ساقطة من الأصل.