فحينئذٍ دعا رَبَّهُ سبحانه فاستجاب له ، وكانت امرأته غائبةً عنه في بعض شأنها ، فأنبع اللَّه تعالى له عيناً ، وأُمِرَ بالشرب منها فبرىء باطنه ، وأُمِرَ بالاغتسال فبرىء ظاهره ، ورُدَّ إلى أفضل جماله ، وأوتي بأحسن ثياب ، وهبَّ عليه رجل من جراد من ذهب فجعل يحتفن منه في ثوبه ، فناداه ربه سبحانه وتعالى : ( يا أيوب ألمْ أكنْ أغنيتك عن هذا ؟ فقال : بلى يا رب ، ولكن لا غنى بي عن بركتك ) فبينما هو كذلك إذ جاءت امرأته ، فلم تره في الموضع ، فجزعت وَظَنَّتْ أَنَّهُ أزيل عنه ، فجعلت تتولَّهُ رضي اللَّه عنها ، فقال لها : ما شَأْنُكِ أيتها المرأة ؟ فهابته لحسن هيئته ، وقالت : إنِّي فقدت مريضاً لي في هذا الموضع ، ومعالم المكانِ قد تغيرت ، وتأملته في أثناءِ المقاولة فرأت أيوبَ ، فقالت له : أنت أيوبُ ؟ فقال لها : نعم ، واعتنقها ، وبكى ، فَرُوِيَ أنه لم يُفَارِقْهَا حَتَّى أراه اللَّه جميعَ مالِهِ حاضراً بين يديه .
واختلف الناس في أهله وولده الذين آتاه اللَّه ، فقيل : كان ذلك كله في الدنيا فَرَدَّ اللَّه عليه ولده بأعيانهم ، وجعل مثلهم له عدة في الآخرة ، وقيل : بل أُوتي جميع ذلك في الدنيا من أهل ومال .
( ت ) : وقد قَدَّمَ ( ع ) في صدر القصة : أن اللَّه سبحانه أَذِنَ لإبليسَ ( لعنه اللَّه ) في إهلاك مال أيوبَ ، وفي إهلاك بنيه وقرابته ، ففعل ذلك أجمع ، واللَّه أعلم بصحة ذلك ، ولو صَحَّ لوجب تأويله .
وقوله سبحانه : { وذكرى للعابدين } [ الأنبياء : 84 ] أي : وتذكرة وموعظة للمؤمنين ، ولا يعبد اللَّه إلاَّ مؤمن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.