الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا} (10)

ثم قال { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك }[ 10 ] ، أي : خيرا مما قال المشركون لك هلا أوتيته . قاله مجاهد{[49518]} .

وقال ابن عباس{[49519]} : خيرا من ذلك ، أي : من مشيك في الأسواق ، والتماسك المعاش . ثم بين ما هو الذي يجعل له فقال : { جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا }[ 10 ] ، قال{[49520]} خيثمة{[49521]} : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن شئت أن يعطوك خيرا من الدنيا ومفاتيحها ، ولم يعط ذلك من قبلك ، ولا يعطه{[49522]} أحد بعدك ، وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا ، وإن شئت جمعنا لك ذلك{[49523]} في الآخرة .

فقال : يجمع لي ذلك في الآخرة ، فأنزل{[49524]} الله تبارك وتعالى{[49525]} : { تبارك{[49526]} الذي عن شاء جعل لك / خيرا من ذلك } الآية[ 10 ] ، قال مجاهد : قصورا بيوتا مبنية مشيدة . وكانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان{[49527]} .


[49518]:انظر: ابن جرير 18/185.
[49519]:انظر: ابن جرير 18/185، والرازي 24/53، والخازن 5/94.
[49520]:انظر: ابن جرير 18/186، والدر المنثور 18/238.
[49521]:هو خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الطرابلسي أبو الحسن: من حفاظ الحديث، رحالة، كان محدث الشام في عصره، له كتاب كبير في ((فضائل الصحابة)) ولد سنة250هـ، وسكن طرابلس، وتوفي بها سنة 343هـ انظر: الرسالة المستطرقة ص44، وشذارات الذهب 2/365، والأعلام 2/374.
[49522]:ز: يعطى.
[49523]:ز: ذلك لك.
[49524]:ز: فإن.
[49525]:انظر: الواحدي ص250، والسيوطي ص206.
[49526]:"تبارك" سقطت من ز.
[49527]:انظر: ابن جرير 18/186، والقرطبي 13/6، وابن كثير 5/137، ومجمع البيان18/89، والدر المنثور18/237.