غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا} (10)

وحين حكى شبههم ومطاعنهم مدح نفسه بما يلجمهم ويفحمهم وهو قوله : { تبارك } أي تكاثر خبر { الذي إن شاء } وهب لك في الدنيا خيراً مما قالوا : ثم فسر ذلك الخبر بقوله { جنات } عن ابن عباس : خيراً من ذلك أي مما عيروك بفقده الجنة الواحدة .

وعنه في رواية عكرمة خيراً من المشي في الأسواق لابتغاء المعاش . وفي قوله { إن شاء } دليل على أنه لا حق لأحد من العباد عليه لا في الدنيا ولا في الآخرة وأن حصول الخيرات معلق بمحض مشيئته وعنايته . وقيل : " إن " بمعنى " إذ " أي قد جعلنا لك في الآخرة وبنينا لك قصوراً . والقصر المسكن الرفيع فيحتمل أن يكون لكل جنة قصر وأن تكون القصور مجموعة والجنات مجموعة . وقال مجاهد : إن شاء جعل لك في الآخرة جنات وفي الدنيا قصوراً . عن طاوس عن ابن عباس قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وجبرائيل عنده قال جبرائيل : هذا ملك قد نزل من السماء استأذن ربه في زيارتك . فلم يلبث إلا قليلاً حتى جاء الملك وسلم وقال : إن الله يخيرك بين أن يعطيك مفاتيح كل شيء ولم يعطها أحدا قبلك ولا يعطيها أحداً بعدك من غير أن ينقصك مما ادخر لك شيئاً . فقال صلى الله عليه وسلم : بل يجمعها لي في الآخرة " فنزلت هذه الآية . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " عرض عليّ جبرائيل عليه السلام بطحاء مكة ذهباً فقلت : بل شبعة وثلاث جوعات وفي رواية أشبع يوماً وأجوع ثلاثاً فأحمدك إذا شبعت وأتضرع إليك إذا جعت .

/خ1