الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (19)

قال { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي } إلى قوله { فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } يعني مع عبادك الموحّدين .

وقال قتادة ومقاتل : وادي النمل بأرض الشام

قال نوف الحميري : كان نمل وادي سليمان مثل الذباب .

وقال الشعبي : النملة التي فقه سليمان كلامها كانت ذات جناحين .

قال مقاتل : سمع سليمان كلامها من ثلاثة أميال . واختلفوا في اسم تلك النملة .

فأخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الحسني الدينوري قال : حدّثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن يوسف الصرصري قال : حدّثنا الهيثم بن خلف الدوري قال : حدّثنا هارون بن حاتم البزاز قال : حدّثنا إبراهيم بن الزبرقان التيمي عن أبي روق عن الضحاك قال : كان اسم النملة التي كلّمت سليمان بن داود ( عليه السلام ) طاحية .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة وعبيد الله قالا : حدّثنا ابن مجاهد قال : حدّثني الفضل بن الحسن قال : حدّثنا أبو محمد النعمان بن شبل الباهلي قال : حدّثنا ابن أبي روق عن أبيه قال : كان اسم نملة سليمان حرمي ، وهو قول مقاتل .

ورأيت في بعض الكتب أنّ سليمان لمّا سمع قول النملة قال : ائتوني بها ، فأتوه بها فقال لها : لِمَ حَذّرتِ النمل ظلمي ؟ أما علمتِ أنّي نبي عدل ؟ فلِمَ قلتِ : لا يحطمنّكم سليمان وجنوده ؟

فقالت النملة : أما سمعت قولي : وهم لا يشعرون ؟ مع ما أنّي لم أُرد حطم النفوس وإنّما أردت حطم القلوب ، خشيت أن يتمنّين ما أُعطيت ويشتغلن بالنظر عن التسبيح ، فقال لها : عظيني ، فقالت النملة : هل علمت لِمَ سمّي أبوك داودَ ؟

قال : لا .

قالت : لأنّه داوى جرحه فردّ . هل تدري لم سمّيت سليمان ؟

قال : لا .

قالت : لأنّك سليم وكنت إلى ما أُوتيت لسلامة صدرك وإنّ لك أن تلحق بأبيك ثم قالت : أتدري لِمَ سخّر الله لك الريح ؟

قال : لا .

قالت : أخبَرك الله أنّ الدنيا كلّها ريح ، فتبسّم سليمان ضاحكاً متعجّباً من قولها ، وقال { رَبِّ أَوْزِعْنِي } الى آخر الآية .

أخبرني ابن فنجويه قال : أخبرنا ابن شنبة قال : أخبرنا الحضرمي قال : حدّثنا حسن الخلاّل قال : حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة من الدواب : الهدهد والصرد والنحلة والنملة " .