{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه } يعني قال الجماعة من أشراف قومه الذين تكبروا عن الإيمان بالله وبرسوله وتعظموا عن اتباع شعيب :
{ لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا } ، يعني أن قوم شعيب أجابوه بأن قالوا لا بد من أحد أمرين : إما إخراجك ومن تبعك على دينك من بلدنا ، أو لترجعن إلى ديننا وملتنا وما نحن عليه .
وهذا فيه إشكال وهو أن شعيباً عليه الصلاة والسلام لم يكن قط على ملتهم حتى يرجع إلى ما كان عليه ، فما معنى قوله : { أو لتعودن في ملتنا } ؟
وأجيب عن هذا الإشكال بأن أتباع شعيب كانوا قبل الإيمان به على ملة أولئك الكفار ، فخاطبوا شعيبا وأتباعه جميعاً ، فدخل هو في الخطاب وإن لم يكن على ملتهم قط . وقيل : معناه لتصيرن إلى ملتنا ، فوقع العَود على معنى الابتداء ، كما تقول : قد عاد عليّ من فلان مكروه ، بمعنى قد لحقني منه ذلك وإن لم يكن قد سبق منه مكروه ، فهو كما قال الشاعر :
فإن تكن الأيام أحسن مدة *** إلي فقد عادت لهن ذنوب
أراد فقد صارت لهن ذنوب ولم يرد أن ذنوباً كانت لهن قبل الإحسان .
وقوله تعالى : { قال أولو كنا كارهين } أي لا نعود في ملتكم وإن أكرهتمونا وأجبرتمونا على الدخول فيها ، فلا نقبل ولا ندخل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.