لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية في قول ومكية في قول : وقيل فيها ثمان آيات مكية وهي من قوله :{ إن الذين أجرموا } إلى آخرها ، وقيل فيها آية مكية ، وهي قوله تعالى :{ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } وقيل إنها نزلت بين مكة ، والمدينة زمن الهجرة ، وهي ست وثلاثون آية ومائة وتسع وستون كلمة وسبعمائة وثلاثون حرفا .

قوله عز وجل : { ويل } أي قبح وهي كلمة تذكر عند وقوع البلاء ، يقال ويل له وويل عليه ، وقيل ويل اسم واد في جهنم { للمطففين } يعني الذين ينقصون المكيال والميزان لأنه لا يكاد المطفف يسرق في الكيل والوزن ، إلا الشيء اليسير الطّفيف قال ابن عباس : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلاً . فأنزل الله عز وجل : { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل ، وقيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وبها رجل يقال له أبو جهينة ، ومعه صاعان يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر ، فأنزل الله هذه الآية وجعل الويل للمطففين .