صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

{ حمالة الحطب } منصوب على الذم . وكانت شديدة العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . تحمل بنفسها حزمة الشوك والحسك والسعدان فتنشره بالليل في طريقه صلى الله عليه وسلم لتؤذيه بذلك . وقرئ بالرفع صفة ل { وامرأته } ، أو خبر مبتدإ محذوف ؛ أي هي حمالة الحطب ، وقيل : كانت تمشي بالنميمة ، وتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما يوقد النار الحطب ، وهي من كبائر الذنوب ؛ فاستعير الحطب للنميمة . يقال : فلان يحطب بفلان ، إذا كان يغرى به . وقيل : حمالة الخطايا والذنوب ؛ من قولهم : فلان يحطب على ظهره ، إذا كان يكتسب الآثام والخطايا ؛ فاستعير الحطب للخطايا ؛ لأن كلا منهما مبدأ للإحراق .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

قوله : { وامرأته حمّالة الحطب } امرأته ، مرفوع بالعطف على الضمير في قوله : { سيصلى } ، وحمالة منصوب على الذم ، أي أذم حمالة الحطب{[4878]} .

وامرأة أبي لهب هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان . فقد كانت تحمل الحزمة من الحطب والشوك فتنثرها بالليل في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : كانت تمشي بالنميمة بين الناس . وقيل للمشاء بالنمائم ، المفسد بين الناس : يحمل الحطب بينهم ، أي يوقد بينهم العداوة ، ويورث الشر والبغضاء .


[4878]:نفس المصدر السابق.