صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

{ لتركبن طبقا . . } جمع طبقة ، وهي المرتبة . أي لتلاقن أيها الكفار أحوالا بعد أحوال ، هي طبقات ومراتب في الشدة بعضها أرفع من بعض ، وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة . والمراد بالركوب : الملاقاة . و " عن " بمعنى بعد ، وهو في المعنى قسم على صحة البعث وما وراءه من أهوال وشدائد .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

لتركبنّ طبقا عن طبق : لَتُلاَقُنَّ حالاً بعد حال ، بعضها أشدّ من بعض وهي الحياة ، والموت ، والبعث ، وأهوال القيامة .

{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } وهنا جواب القسم : لتلاقُنَّ أيها الناس حالاً بعد حال ، رخاءً بعد شدة ، وسُقماً بعد صحة ، وغنًى بعد فقر ، منذ خَلْقِكم إلى طفولتكم ، وشبابكم وشيخوختكم ، ثم موتكم ، ثم بعثكم يوم تُحشَرون إلى ربكم للحساب .

قراءات

قرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، لتركبَن بفتح الباء والخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرأ الباقون ، لتركبُنّ بضم الباء والخطاب للجميع .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

{ لتركبن طبقا عن طبق } حالا بعد حال من النطفة وإلى العلقة وإلى الهرم والموت حتى يصيروا إلى الله تعالى

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

ولما كانت هذه الأمور عظيمة جداً لا يقدر عليها إلا الله تعالى{[72406]} ولها من المنافع ما لا-{[72407]} يعلمه حق علمه إلا هو سبحانه وتعالى ، وكل منها مع ذلك دال على تمام-{[72408]} قدرته تعالى على الذي يراد تقريره في العقول وإيضاحه من القدرة التامة على إعادة الشيء كما كان سواء ، ونفي الإقسام بها دليلاً{[72409]} على أن ذلك في غاية الظهور ، فالأمر فيه غني عن الإقسام ، قال في موضع جواب القسم مقروناً باللام الدالة على القسم ذاكراً ما هو في الظهور والبداهة بحيث لا يحتاج إلى تنبيه عليه بغيره ذكره{[72410]} : { لتركبن } أي أيها المكلفون - هذا على قراءة الجماعة بضم الباء دلالة على حذف واو-{[72411]} الجمع ، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بفتحها على أن الخطاب للانسان باعتبار اللفظ { طبقاً } مجاوزاً { عن طبق * } أي حالاً بعد حال من أطوار الحياة وأدوار العيش وغمرات الموت ثم من-{[72412]} أمور البرزخ وشؤون البعث ودواهي الحشر بدليل{[72413]} ما كان لكم قبل ذلك{[72414]} سواء بتلك القدرة التي كونت تلك الكوائن{[72415]} وأوجدت تلك العجائب سواء ، فتكونون في تمكن الوجود في كل طبق بحال التمكن على الشيء بالركوب ، وكل حال-{[72416]} منها مطابق للآخر في ذلك فإن الطبق ما يطابق غيره ، ومنه قيل للغطاء : طبق - لمطابقته المغطى ، والطبق كل ما ساوى شيئاً ووجه الأرض والقرن من الزمان أو عشرون سنة ، وكلها واضح الإرادة هنا وهو بديهي الكون ، فأول أطباق الإنسان جنين ، ثم وليد ، ثم رضيع ثم فطيم ، ثم يافع ، ثم رجل ، ثم شاب{[72417]} ، ثم كهل ، ثم شيخ ، ثم ميت ، {[72418]}وبعده{[72419]} نشر ثم حشر ثم حساب ثم وزن ثم صراط ثم مقرّ ، ومثل هذه الأطباق المحسوسة أطباق معنوية من الفضائل والرذائل .


[72406]:زيد في الأصل: بما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72407]:زيد من م.
[72408]:زيد من م.
[72409]:من ظ و م، وفي الأصل: دليل.
[72410]:من ظ و م، وفي الأصل: ذلك.
[72411]:زيد من ظ و م.
[72412]:زيد من ظ و م.
[72413]:من ظ و م، وفي الأصل: بذلك.
[72414]:من م، وفي الأصل و ظ: تلك.
[72415]:من ظ و م، وفي الأصل: الأكوان.
[72416]:زيد من ظ و م.
[72417]:زيد في الأصل: ثم بالغ، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72418]:من ظ و م، وفي الأصل: ثم.
[72419]:من ظ و م، وفي الأصل: ثم.