الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (187)

ثم قال : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ( {[5936]} ) الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ) [ 186 ] .

أي أبيح لكم أيها المؤمنون أن تجامعنا نساءكم في ليالي الصيام قبل النوم وبعد النوم ما لم/ يطلع( {[5937]} ) الفجر . وحَدُّ [ الليل من مغيب الشمس ]( {[5938]} ) إلى طلوع الفجر الثاني وَحَد( {[5939]} ) النهار من طلوع الفجر الثاني إلى مغيب الشمس .

والرفث هنا كناية عن الجماع .

قال ابن عباس : " الرفث الجماع ولكن الله كريم يكني " ( {[5940]} ) . وهو قول جميع المفسرين( {[5941]} ) .

وقال الزجاج( {[5942]} ) : " الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من امرأته " ( {[5943]} ) .

والرفث في غير هذا الموضع الإفحاش في المنطق ، ومنه قوله : ( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ( {[5944]} ) فِي الحَجِّ )( {[5945]} )( {[5946]} ) .

قوله : ( فالاَنَ بَاشِرُوهُنَّ ) [ 186 ] .

المباشرة في هذا الموضع الجماع بدليل قوله : ( وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )( {[5947]} ) ، يريد الولد بإجماع من( {[5948]} ) المفسرين( {[5949]} ) .

وقد تكون المباشرة في غير هذا الموضع غير الجماع ، وذلك المماسة/ ويدل [ أيضاً على ذلك ]( {[5950]} ) أن الرفث عند جميع المفسرين كناية عن الجماع .

ثم قال تعالى : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) [ 186 ] .

سمَّى كلَّ( {[5951]} ) واحد لباساً لصاحبه لتجردهما عند النوم وتضامهما واجتماعهما في ثوب واحد ، حتى يصير كل واحد منهما في التصاقه إلى الآخر بمنزلة الثوب الذي يلبسه الإنسان( {[5952]} ) .

وقال الربيع : " معناه : هن لحاف لكم ، وأنتم لحاف لهن " ( {[5953]} ) .

وقد [ سُمي الفرش ]( {[5954]} ) لباساً والختم لباساً ، وتقلد السيف لباساً( {[5955]} ) . وهذا يدل على تحريم استعمال الحرير في الوطء لتحريم النبي [ عليه السلام ]( {[5956]} ) لباس الحرير( {[5957]} ) .

وقيل : إنما/ جعل كل واحد منهما لصاحبه لباساً لأنه يسكن إليه ، كما قال تعالى ( جَعَلَ لَكُمُ( {[5958]} )/الليْلَ لِبَاساً )( {[5959]} ) ، أي سكناً تسكنون فيه ، فكذلك زوجة الرجل سكنه [ يسكن إليها كما قال ]( {[5960]} ) ( وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )( {[5961]} ) . فيكون كل واحد منهما لباساً لصاحبه لسكونه إليه( {[5962]} ) . وهو معنى قول مجاهد( {[5963]} ) .

والعرب تقول لما يستر الشيء ويواريه عن أبصار( {[5964]} ) الناظرين : " هو لباسه وغشاؤه " ( {[5965]} ) فيكون قد قيل لكل [ واحد ]( {[5966]} ) من الزوجين لباس للآخر لأنه يستر له فيما يكون بينهم من الجماع عن أبصار الناظرين . قال مجاهد وقتادة : " معناه : هن سكن( {[5967]} ) لكم ، وأنتم سكن لهن " ( {[5968]} ) . وقال ابن عباس أيضاً( {[5969]} ) .

وقوله : ( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخَتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ( {[5970]} ) وَعَفَا عَنكُمْ ) [ 186 ] .

أي علم الله أيها المؤمنون أنكم كنتم تريدون أن تجامعوا النساء بعد النوم وتأكلوا وتشربوا بعد النوم ، وذلك محرم عليكم فتاب عليكم مما [ أضمرتم من مواقعة ]( {[5971]} ) الذنب/ وعفا عنكم . وذلك أن الله قال : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَّامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )( {[5972]} ) يعني أهل الكتاب . وكانوا لا يجامعون في ليالي الصيام ولا يأكلون ولا يشربون بعد النوم ، فصعب على المسلمين ؛ حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يريد امرأته فقالت له : قد كنتُ نمتُ . فظن( {[5973]} ) أنها تعتل ، فوقع بها ، وجاء رجل من الأنصار فأراد أن يطعم ، فقالت له( {[5974]} ) امرأته : نسخن( {[5975]} ) لك شيئاً . فغلبته عينه فنام ، فلما انتبه امتنع من الطعام لنومه فجعل يُغشى عليه ، فنزلت هذه الآية ناسخة لذلك ، فأبيح الأكل والشرب( {[5976]} ) والجماع في ليالي الصيام ما لم يطلع الفجر( {[5977]} ) .

وقال معاذ بن جبل : " كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا لم يحل لهم شيء من/ذلك . فكان رجل من الأنصار يدعى أبا صرمة( {[5978]} ) يعمل في أرض له ، فلما كان عند( {[5979]} ) فطره نام فأصبح صائماً قد جهد ، فلما رآه النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[5980]} ) قال( {[5981]} ) : ما لي أرى بك جهداً ؟ ( {[5982]} ) . فأخبره بما( {[5983]} ) كان من أمره . واختان( {[5984]} ) رجل نفسه في شأن النساء ، فأنزل الله( {[5985]} ) : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفُثُ ) الآية( {[5986]} ) .

وقال ابن عباس في الآية : " كان المسلمون في شهر رمضان إذا صلوا العشاء ، حرم عليهم الطعام والنساء على مثلها من القابلة . ثم إن ناساً من المسلمين أصابوا الطعام [ والنساء ]( {[5987]} ) في رمضان بعد النوم ، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : ( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ )( {[5988]} ) الآية( {[5989]} ) .

وقال كعب بن مالك( {[5990]} ) : " كان الناس في رمضان إذا صام الرجل منهم فأمسى فنام ، /حرم عليه( {[5991]} ) الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد( {[5992]} ) . وإن عمر بن الخطاب( {[5993]} ) رجع من عند النبي [ عليه السلام ]( {[5994]} ) ذات ليلة وقد سمر عنده ، فوجد امرأته قد نامت فأرادها ، فقالت : [ إني قد نمت ، فقال : ما ]( {[5995]} ) نمت ، فوقع بها . وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[5996]} ) فأخبره فأنزل الله عز وجل : ( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ )/الآية( {[5997]} ) .

وعن ابن عباس أيضاً أنه قال : " كان الناس أول ما أسلموا يصوم أحدهم يومه ، حتى إذا أمسى طعم من الطعام ، وجامع فيما بينه وبين العتمة ، حتى إذا صُلبت العتمة حرم ذلك عليهم إلى الليلة( {[5998]} ) القابلة وإن عمر بن الخطاب( {[5999]} ) بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى( {[6000]} ) أهله ليقضي حاجته ، فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم( {[6001]} ) نفسه كأشد( {[6002]} ) ما رأيت من الملامة ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أعتذر( {[6003]} ) إلى الله وإليك مع نفسي هذه الخاطئة ؛ فإنها زيَّنت لي فواقعت( {[6004]} ) أهلي . هل تجد لي من رخصة يا رسول الله ؟ [ قال : لم تكن حقيقاً ]( {[6005]} ) بذلك يا عمر ، فلما بلغ بيته أرسل إليه [ فأنبأه الله بعذره ]( {[6006]} ) في آية( {[6007]} ) من القرآن ، وأمره الله أن يضعها في المائة الوسطى من سورة البقرة وهي قوله : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ )( {[6008]} ) الآية " ( {[6009]} ) .

وبهذه المعاني( {[6010]} ) فسرها مجاهد وعكرمة وقتادة( {[6011]} ) .

وقال قتادة : " [ كان بدء الصيام أنهم ]( {[6012]} ) أمروا بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتين غدوة( {[6013]} ) ، وركعتين عشية ، ثم افترض عليهم رمضان وخمس صلوات ، وكان الأكل والشرب( {[6014]} ) والجماع [ لهم مباحاً ]( {[6015]} ) ما لم يرقدوا ، فإذا رقدوا حرم ذلك عليهم/ إلى مثلها من القابلة . وكانت خيانة القوم أنهم( {[6016]} ) يأكلون ويشربون ويغشون نساءهم بعد النوم ، ثم أباح الله عز وجل ذلك( {[6017]} ) لهم إلى طلوع الفجر " ( {[6018]} ) .

وقال السدي : " كتب الله على النصارى صوم شهر رمضان ، وكتب عليهم ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا النساء بعد النوم . وكتب على المؤمنين مثل ذلك ، فوقع قوم من المؤمنين في الأكل والشرب والجماع بعد النوم فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنسخ الله عز وجل ذلك عنهم فقال : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ )( {[6019]} ) الآية( {[6020]} ) .

قال أبو العالية وعطاء : " هذه ناسخة لقوله : ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .

وقوله : ( فَالاَنَ بَاشِرُوهُنَّ ) [ 186 ] .

أي جامعوهن في ليل/الصيام ما لم يطلع الفجر إذا شئتم . فباشروهن كناية عن الجماع .

وقوله : ( وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) [ 186 ] . هذا لفظه لفظ أمر ، ومعناه التأديب والندب( {[6021]} ) .

قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن والسدي والربيع والضحاك : ( وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) : هو الولد " ( {[6022]} ) . وقاله أنس بن( {[6023]} ) مالك . وعن ابن عباس أيضاً أن معناه : " وابتغوا( {[6024]} ) ما كتب الله( {[6025]} ) لكم من ليلة القدر " ( {[6026]} ) .

وقال قتادة : " معناه( {[6027]} ) : وابتغوا( {[6028]} ) ما رخص الله لكم وأحل لكم ، يعني الجماع " ( {[6029]} ) .

وقيل معناه : " ابتغوا الذي كتب الله لكم في اللوح المحفوظ أنه يباح( {[6030]} )/لكم وهو الوطء بعد النوم في ليالي الصيام . والولد هو [ مما كتبه الله في اللوح ]( {[6031]} ) المحفوظ أيضاً( {[6032]} ) .

وقوله : ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الاَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الاَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ) [ 186 ] .

أي بياض النهار من سواد الليل بطلوع الفجر .

وقال الحسن : " معناه : حتى يتبين( {[6033]} ) لكم النهار من الليل " ( {[6034]} ) . وقاله ابن عباس أيضاً( {[6035]} ) . وهو مروي عن النبي [ عليه السلام ]( {[6036]} ) .

ويروى أن عدي بن حاتم( {[6037]} ) أخذ/خيطين أسود وأبيض فنظر فيهما عند الفجر فرآهما سواء ، فأتى النبي [ عليه السلام ]( {[6038]} ) فقال له : يا رسول الله : فتلت( {[6039]} ) خيطين من( {[6040]} ) أسود وأبيض فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأى نواجذه ، ثم قال له : " أَلَمْ أَقُلْ لَكَ مِنَ الفَجْرِ ، إِنَّمَا هُوَ ضوءُ النَّهَارِ مِنْ ظُلْمَةِ الليْل " ( {[6041]} ) .

وقال سهل بن سعد( {[6042]} ) : " نزلت هذه الآية : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الاَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الاَسْوَدِ ) ، ولم ينزل ( مِنَ الفَجْرِ ) . قال( {[6043]} ) : فكان رجال إذا أراد أحدهم الصوم ربط( {[6044]} ) في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له أحدهما( {[6045]} ) من الآخر ، / فأنزل الله عز وجل بعد ذلك ( من الفجر ) فعلموا أنه إنما عني بذلك من الليل والنهار " ( {[6046]} ) .

وفي الكلام( {[6047]} ) حذف وتقديم وتأخير/والتقدير : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الفجر من الخيط الأسود من الليل " .

وفي هذا دليل بالنص على أن الصائم إذا أصبح( {[6048]} ) جنباً لا يضر ذلك صيامه . لأن( {[6049]} ) له الوطء ما كان له الأكل والشرب ، فإذا وطئ إلى الفجر( {[6050]} ) أصبح جنباً( {[6051]} ) ضرورة لا شك فيه ، وصيامه تام بهذا( {[6052]} ) النص من القرآن والسنة( {[6053]} ) .

والفجر فجران : فجر [ أول وهو الضوء ]( {[6054]} ) الساطع في السماء ، يقال له الصبح الكاذب ، فلا يمنع ذلك أكلاً ولا جماعاً . والفجر الثاني هو المنتشر الذي يملأ ببياضه( {[6055]} ) وضوئه الطرق ، فذلك يمنع الأكل والجماع ، يسمى الفجر الصادق( {[6056]} ) .

والفجر الأول يذهب في السماء طولاً كأنه ذنب السرحان( {[6057]} ) مستدق صاعد في غير اعتراض( {[6058]} ) .

والثاني يضرب إلى حمرة( {[6059]} ) ، وينتشر( {[6060]} ) ضوؤه على الجبال ، يقال له : المستطير أو المنتشر في الأفق وهو معترض( {[6061]} ) . وكل شيء انتشر فقد استطار ، ومنه قوله تعالى : ( يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) [ الإنسان : 7 ] : أي منتشراً فاشياً .

والفجر في اللغة مصدر ، " فجر الماء ، يفجر فَجْراً " ( {[6062]} ) إذا بعثه وأجراه فكأنه اسم للمصدر ، فقيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلعها : " فَجْرٌ " ، لانبعاث ضوئه ونوره عليهم( {[6063]} ) . والخيط في اللغة : اللون( {[6064]} ) .

وقوله : ( مِنَ الفَجْرِ ) [ 186 ] معناه الذي هو من الفجر ، وليس هو جميع الفجر . وقال التيمي( {[6065]} ) : " هو ضوء الشمس من سواد الليل " .

وحكي عن حذيفة( {[6066]} ) أنه كان يتسحر بعد طلوع الفجر( {[6067]} ) .

وحكى سالم مولى أبي حذيفة( {[6068]} ) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه( {[6069]} ) أنه كان يتسحر بعد طلوع الفجر( {[6070]} ) . وكذلك ذكره البراء عن ابن مسعود قال : " تسحرت( {[6071]} ) أنا وابن مسعود ثم خرجنا والناس في صلاة الصبح " ( {[6072]} ) .

وليس العمل عند جميع الفقهاء على شيء من هذه الأقوال( {[6073]} ) .

وعن التيمي( {[6074]} ) أنه قال : " الوتر بالليل والسحور بالنهار " ( {[6075]} ) .

وعنه : " السحور بالليل والوتر بالليل " ( {[6076]} ) .

وبهذا( {[6077]} ) العمل عند فقهاء الأمصار .

وقوله : ( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) [ 186 ] .

إلى النهاية وليس بحد وإذا كانت نهاية ، انتهى العمل إلى ما بعدها ، ولا يدخل ما بعدها فيما قبلها ، ولا صوم في شيء من الليل . والذي عليه/أهل النظر( {[6078]} ) أن " إلى " إذا كان الذي بعدها من صنف ما قبلها ، دخل في حكم ما قبلها كقوله : ( إِلَى المَرَافِقِ )( {[6079]} ) و( إِلَى الكَعْبَيْنِ )( {[6080]} ) . والمرفقان والكعبان داخلان في الغسل . وإذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها ، لم يدخل في حكم ما قبلها نحو : ( إِلَى اللَّيْلِ ) . وقد بينا( {[6081]} ) هذا/في المائدة بأشرح من هذا( {[6082]} ) .

وقوله : ( وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ( {[6083]} ) وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ ) [ 186 ] .

أي لا تجامعوا أو( {[6084]} ) تلامسوا وأنتم معتكفون . فهذا يدل على جواز الاعتكاف . وفيه دليل عند قوم على أنَّ الاعتكاف جائز في كل مسجد تقام فيه الصلاة وفي كل وقت ، مفطراً كان أو صائماً ، لأن الخطاب خرج مطلقاً .

ولا يعتكف عند مالك وغيره إلا صائم ، ولا يعتكف إلا في مسجد تقام فيه الجمعة( {[6085]} ) .

ثم قال : ( تِلْكَ حُدُودُ/اللَّهِ( {[6086]} ) فَلاَ تَقْرَبُوهَا ) [ 186 ] . أي لا تقربوا ما نهاكم عنه من حدوده .

ثم قال : ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ( {[6087]} ) ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) [ 186 ] . أي يبين لهم ما حرم عليهم مما أحد لهم لعلهم يتقون حدوده ويخافون عذابه .


[5936]:- قوله: "ليلة الصيام" ساقط من ق.
[5937]:- في ق: يقطع. وفي ع3: تطلع.
[5938]:- في ع3: الليل ما لم يطلع الفجر، أي حدود الليل من مغيب الشفق.
[5939]:- في ع3: حدود.
[5940]:- انظر: جامع البيان 3/487، وتفسير القرطبي 2/315.
[5941]:- انظر: تفسير مجاهد 1/95-96، ومعاني الفراء 1/114، ومجاز القرآن 1/67، وتفسير الغريب 74، وتفسير ابن كثير 1/220.
[5942]:- في ق: الزواج. وهو تحريف.
[5943]:- انظر: تفسير القرطبي 2/315.
[5944]:- قوله: "ولا جدال" ساقط من ع3.
[5945]:- البقرة آية 196.
[5946]:- انظر: هذا التوجيه في مفردات الراغب 205، وتفسير القرطبي 2/315، واللسان 1/1195.
[5947]:- سقط من ع2.
[5948]:- سقط من ع3.
[5949]:- انظر: تفسير مجاهد 1/96، وتفسير الثوري 114، وتفسير الغريب 74.
[5950]:- في ع3: ذلك أيضاً.
[5951]:- في ع3: لكل. وهو تحريف.
[5952]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 3/489-490، وتفسير القرطبي 2/316.
[5953]:- انظر: جامع البيان 3/491، وتفسير القرطبي 2/317، وتفسير ابن كثير 1/220.
[5954]:- في ح: يسمى المفترش.
[5955]:- في ع1، ع2، ق، ع3: لباس. وهو خطأ.
[5956]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[5957]:- انظر: صحيح البخاري 7/44، وصحيح مسلم 3/1638، وسنن الترمذي 4/217، وعون المعبود 1/355.
[5958]:- في ق: حل. وهو تحريف.
[5959]:- الفرقان آية 47.
[5960]:- في ع3: فيسكن إليها كما قال تعالى جل ذكره.
[5961]:- الأعراف آية 189.
[5962]:- انظر: جامع البيان 3/491-492 وإصلاح الوجوه والنظائر 414.
[5963]:- انظر: جامع البيان 3/492، وتفسير القرطبي 2/317.
[5964]:- في ع3: أنصار. وهو تصحيف.
[5965]:- في ق: غشاوة. وفي ع3: غشاؤه. وكلاهما تصحيف.
[5966]:- سقط من ع1.
[5967]:- في ع2: يسكن وهو تحريف.
[5968]:- انظر: جامع البيان 3/491، والمحرر الوجيز 2/90، وتفسير ابن كثير 1/220.
[5969]:- انظر: المصدر السابق.
[5970]:- في ع3: عنكم. وهو خطأ.
[5971]:- في ع3: اضطررتم من مواقع. وهو تحريف.
[5972]:- البقرة آية 182.
[5973]:- في ع3: فطر. وهو تحريف.
[5974]:- سقط من ع2.
[5975]:- في ع1، ق: تسحر. وتصويبه من ح، ع2، ع3، ومن جامع البيان 3/493، وتفسير القرطبي 2/314.
[5976]:- في ق، ع3: الشراب.
[5977]:- انظر: تفسير الثوري 57-58، وأسباب النزول 50، وتفسير القرطبي 2/314.
[5978]:- هو أبو صرمة بن أبي قيس الأنصاري المازني، شهد بدراً، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (أحاديثه في سنن الترمذي والنسائي) وروى عنه محمد بن قيس. انظر: الإصابة 7/218-219، ط. القاهرة.
[5979]:- سقط من ع2، ع3.
[5980]:- في ح: عليه السلام.
[5981]:- في ع3: قال ليه.
[5982]:- في ع2، ق، ع3: جهد. وهو خطأ.
[5983]:- في ق: ما.
[5984]:- في ع1، ق: اختار. وهو تحريف.
[5985]:- في ع2: الله عز وجل.
[5986]:- انظر: جامع البيان 3/494، وأسباب النزول 50، ولباب النقول 34.
[5987]:- في ع3: من النساء. وقوله: "إلى مثلها..والنساء" ساقط من ق.
[5988]:- سقط من ع3.
[5989]:- انظر: جامع البيان 3/496.
[5990]:- هو كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السلمي، أبو عبد الله، صحابي وشاعر مشهور، شهد العقبة. روى عنه ابناه: عبد الله وعبد الرحمن (ت51هـ). انظر: طبقات ابن خياط 99، والإصابة 3/322، ط. بيروت، وتقريب التهذيب 2/135، والخلاصة 2/366-367.
[5991]:- في ع3: عليهم.
[5992]:- في ع2: العدو.
[5993]:- في ع3: الخطاب رضي الله عنه.
[5994]:- في ع2، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[5995]:- في ع3: أنا قد.
[5996]:- في ح: عليه السلام.
[5997]:- انظر: تفسير القرطبي 2/315، ولباب النقول 34-35.
[5998]:- في ع2، ع3: ليلة.
[5999]:- في ع3: الخطاب رضي الله عنه.
[6000]:- في ع2، ع3: فأتى إلى.
[6001]:- في ق: يلزم. وهو تحريف.
[6002]:- في ع3: كاسد. وهو تصحيف.
[6003]:- في ق: اعتذروا.
[6004]:- في ع3: فوقعت.
[6005]:- في ع3: لم تكن حقيق. وهو خطأ.
[6006]:- في ع2، ع3: فأنبأه بعذره. وفي ق: فأتاه يعذره.
[6007]:- في ع3: آيات.
[6008]:- في ع2، ع3: الرفث إلى نسائكم.
[6009]:- انظر: جامع البيان 3/497-498، وتفسير ابن كثير 1/220، والدر المنثور 1/476.
[6010]:- في ع3: المعنى.
[6011]:- انظر: جامع البيان 3/499-501، وتفسير ابن كثير 1/221.
[6012]:- في ع3: الصوم أنها.
[6013]:- قوله: "وركعتين غدوة" ساقط من ق.
[6014]:- في ق، ع3: الشراب.
[6015]:- في ق، ع3: مباح. وفي ع3: مباحاً لهم.
[6016]:- في ح: أنهم كانوا.
[6017]:- قوله: "گ ذلك" ساقط من ع3.
[6018]:- انظر: جامع البيان 3/501.
[6019]:- في ع2، ع3: الرفث إلى نسائكم.
[6020]:- انظر: جامع البيان 3/501-502.
[6021]:- انظر: هذا التوجيه في تفسير الغريب: 74.
[6022]:- وقد تقدم عند تفسير الآية (186) ص 602.
[6023]:- في ع2: ابن. وهو خطأ.
[6024]:- في ق: ابتعوا. وهو تصحيف.
[6025]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ق، ع3.
[6026]:- انظر: المحرر الوجيز 2/90، وتفسير القرطبي 2/318، وتفسير ابن كثير 1/221.
[6027]:- قوله: "وابتغوا ما كتب الله لكم من ليلة..معناه" ساقط من ع3.
[6028]:- في ق: ابتعوا. وهو تصحيف.
[6029]:- انظر: المحرر الوجيز 2/90، وتفسير ابن كثير 1/221، والدر المنثور 1/279.
[6030]:- في ع3: يناح. وهو تصحيف.
[6031]:- تكملة لازمة من ح، وجامع البيان 3/508-509.
[6032]:- انظر: جامع البيان 3/508-509.
[6033]:- في ع3: يبين.
[6034]:- انظر: جامع البيان 3/510.
[6035]:- انظر: المصدر السابق.
[6036]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم. وانظر: الحديث في صحيح البخاري 5/156، وصحيح مسلم 2/767، وسنن أبي داود 2/304، وسنن الترمذي 5/211، وسنن النسائي 4/148.
[6037]:- هو عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي، أبو طريف، كان جَوَاداً مثل أبيه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه هشام بن الحارث وخيثمة بن الرحمن (ت 68هـ). انظر: طبقات ابن خياط 68، والإصابة 2/468، ط. بيروت، وتقريب التهذيب 2/316، والخلاصة 2/224.
[6038]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[6039]:- في ع2، ع3: فثلث. وهو تصحيف.
[6040]:- سقط من ع3.
[6041]:- انظر: مصادر الحديث السابقة.
[6042]:- هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري، يكنى أبا العباس روى عنه الزهري وأبو حاتم. (ت91هـ). انظر: طبقات ابن خياط 98، وتقريب التهذيب 1/336، والخلاصة 1/426.
[6043]:- في ع2، ع3: فقال.
[6044]:- في ع3: ربطوا.
[6045]:- في ع3: إحداهما. وهو خطأ.
[6046]:- انظر: أسباب النزول 51، ولباب النقول 35.
[6047]:- في ع3: كلام.
[6048]:- في ع3: صبح.
[6049]:- في ق: لأنه.
[6050]:- في ع1، ح، ق: الفجر كما يأكل إلى الفجر.
[6051]:- قوله: "لا يضر ذلك..أصبح جنباً" ساقط من ع2.
[6052]:- في ع3: بهذه. وهو خطأ.
[6053]:- انظر: هذا الحكم في تفسير القرطبي 2/326.
[6054]:- في ع3: الأول وهو ضوء.
[6055]:- في ق: بياضه.
[6056]:- انظر: هذا الحكم في جامع البيان 3/514-515.
[6057]:- والسرحان: الذئب وذلك كناية عن استطالته وامتداده. اللسان 2/129.
[6058]:- انظر: اللسان 1/929 و2/1053.
[6059]:- في ع3: جمرة. وهو تصحيف.
[6060]:- في ق: ينشر.
[6061]:- انظر: اللسان 1/929 و2/1053.
[6062]:- سقط من ع3.
[6063]:- انظر: اللسان 2/1053، وتفسي القرطبي 2/320.
[6064]:- انظر: اللسان 1/929.
[6065]:- في ع1، ع2، ق، ع3: التنمي. وهو تصحيف. والتيمي هو الحافظ الثقة سليمان بن طرخان القيسي. سمع من أنس بن مالك وطاوس، وروى عنه السفيانان وابن المبارك. (ت 143هـ). انظر: طبقات ابن خياط 143، وتذكرة الحفاظ 150-151، وتقريب التهذيب 1/326.
[6066]:- هو حذيفة بن اليمان أبو عبد الله الكوفي، صحابي جليل، من السابقين، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أبو الطفيل والأسود بن يزيد. (ت 36هـ). انظر: طبقات ابن خياط 48، والإصابة 1/318، وقوله: "وحكي عن حذيفة.. الفجر" ساقط من ع3.
[6067]:- انظر: جامع البيان 3/518، وقوله: "وحكي عن حذيفة..الفجر" ساقط من ع3.
[6068]:- هو سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، أحد السابقين، قارئ، كان يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء استشهد في حروب الردة. انظر: الإصابة 4/15-16، ط. القاهرة.
[6069]:- في ع3: عنهم.
[6070]:- انظر: جامع البيان 3/521.
[6071]:- في ق: سحرت.
[6072]:- انظر: تفسير ابن مسعود 2/91، وجامع البيان 3/520.
[6073]:- انظر: تفسير القرطبي 2/319.
[6074]:- في ع2: التميمي. وفي ع3: التممي.
[6075]:- انظر: جامع البيان 3/522.
[6076]:- انظر: المصدر السابق.
[6077]:- في ح: على هذا. وفي ق: هذا.
[6078]:- سقط من ق.
[6079]:- في جميع النسخ: المرفقين. وتصويبه من [المائدة: 7].
[6080]:- المائدة آية 7.
[6081]:- في ق: بيننا. وهو تحريف.
[6082]:- في ع1، ق: هذه.
[6083]:- سقط قوله: "ولا تباشروهن" من ع2، ع3.
[6084]:- في ع2، ع3: ولا.
[6085]:- انظر: الموطأ 1/315، وأحكام ابن العربي 1/95.
[6086]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ع1.
[6087]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ع2، ق، ع3.