{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ } : ليلة الصيام التي تصبح منها صائما والرفث عبارة عن الجماع ، وعدى بإلى لتضمنه معنى الإفضاء ، كان في بدء الإسلام غير جائز ، { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } ، أي : سكن ، وشبه باللباس لاشتمال كل على صاحبه اشتمال اللباس على اللابس ، { وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } ، سكن ، أي : لما كان بينكم غاية الخلطة رخصنا لكم لئلا يشق {[317]} عليكم ، { عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ } : تظلمونها بما هو حرام عليكم ؛ ووقع ذلك {[318]} على عمر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله أشكو إلى الله وإليك الذي صنعت فنزلت ، { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } : لما تبتم ، { وَعَفَا عَنكُمْ } ، محا عنكم أثره ، { فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ } ، والمباشرة كناية عن الجماع ، { وَابْتَغُواْ {[319]} } : اطلبوا ، { مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ } : ما أثبته في اللوح المحفوظ من الولد أو ليلة {[320]} القدر أو الرخصة التي كتب الله لكم وما أحل الله لكم ، { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ } ، جمع الليل ، { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ } ، بياض الصبح ، { مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ } : من سواد الليل ، { مِنَ الْفَجْرِ } ، بيان للخيط الأبيض ، { ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } ، فإنه آخر وقته ، كان الأكل والشرب بعد العشاء ، أو النوم حراماً فبعض الصحابة نام عن فطره فلما انتصف النهار غشى عليه فنزلت ، { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } ، كان إذا اعتكف الرجل فخرج من المسجد جامع إن شاء ورجع ، فأنزل الله تعالى النهي عن المباشرة ما داموا عاكفين فيها ، { تِلْكَ } ، أي : الأحكام المذكورات {[321]} ، { حُدُودُ اللّهِ } ، أي : ذوات حدود الله ، { فَلاَ تَقْرَبُوهَا {[322]} } ، نهى أن يقرب الحد الحاجز بين الحق والباطل ، لئلا تداني الباطل فضلا أن يتخطى ، أو المراد من الحدود المحارم ، وتكون تلك إِشارة إلا لا تباشروهن ، أي هذا وأمثاله محارم ، { كَذَلِكَ } : مثل هذا التبيين ، { يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } : مخالفة الأمر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.