صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (243)

{ ألم تر إلى الذين خرجوا } كان المشركون يستفتون اليهود في كثير من الأمور . وكانت هذه القصة معلومة لليهود في أسفارهم وتواريخهم ، فنزل القرآن بالإشارة إليها ، ليرتدع المشركون عما هم فيه من الضلال وإنكار البعث . ويعلموا أن دلائل القدرة على البعث مشهورة ، وأن عند اليهود منها ما لو رجعوا إليهم فيه لعلموا أنه حق لا ريب فيه . وفي ذكر هذه القصة مع ذلك تشجيع للمؤمنين على الجهاد والتعرض للشهادة ، وتمهيد لما بعد هذه الآية . ومعنى ( ألم تر ) : ألم تعلم . وتستعمل فيما تقدم للمخاطب العلم به . وفيما لم يعلم به من قبل . والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمراد أمته . والمقصود : حثهم على العلم بها ، والاعتبار بشأنها .