قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ } يعني ألم تعلم .
{ وَهُمْ أُلُوفٌ } فيه قولان :
أحدهما : يعني مُؤْتَلِفِي القلوب وهو قول ابن زياد .
والثاني : يعني ألوفاً في العدد{[379]} .
واختلف قائلو هذا في عددهم على أربعة أقاويل : أحدها : كانوا أربعة آلاف{[380]} ، رواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . والثاني : كانوا ثمانية آلاف . والثالث : كانوا بضعة وثلاثين ألفاً ، وهو قول السدي .
والرابع : كانوا أربعين ألفاً ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً ، والألوف تستعمل فيما زاد على عشرة آلاف .
ثم قال تعالى : { حَذَرَ الْمَوتِ } وفيه قولان :
أحدهما : أنهم{[381]} فرّوا من الطاعون ، وهذا قول الحسن ، ورَوَى سعيد بن جبير قال : كانوا أربعة آلاف ، خرجوا فراراً من الطاعون ، وقالوا نأتي أرضاً ليس بها موت ، فخرجوا ، حتَّى إذا كانوا بأرض كذا ، قال الله لهم : موتوا فماتوا ، فمر عليهم نبي ، فدعا ربه أن يحييهم ، فأحياهم الله{[382]} .
والقول الثاني : أنهم فروا من الجهاد ، وهذا قول عكرمة والضحاك{[383]} .
{ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا } فيه قولان :
أحدهما : يعني فأماتهم الله ، كما يقال : قالت السماء فمطرت ، لأن القول مقدمة الأفعال ، فعبر [ به ] عنها .
والثاني : أنه تعالى قال قولاً سمعته الملائكة{[384]} . { ثُمَّ أَحْيَاهُمُ } إنما فعل ذلك معجزة لنبي من أنبيائه كان اسمه شمعون من أنبياء بني إسرائيل ، وأن مدة موتهم إلى أن أحياهم الله سبعة أيام{[385]} .
قال ابن عباس ، وابن جريج : [ رائحة ] الموت توجد في ولد ذلك السبط من اليهود إلى يوم القيامة{[386]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.