المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (243)

تفسير الألفاظ :

{ ألم تر } تعجيب وتقرير لمن سمع بقصتهم . وقد يخاطب به من لم ير ولم يسمع فإنه صار مثلا في التعجب . { حذر الموت } أي من حذر الموت .

تفسير المعاني :

قال المفسرون إن الذين خرجوا من ديارهم ألوفا هم قوم من بني إسرائيل أصاب قريتهم طاعون ، فخرجوا هاربين منه فأماتهم الله جميعا ثم أحياهم ليعتبروا .

ونحن نقول : الآية تحتمل معنى أرفع من هذا ، وهو أنهم لما تولاهم الذعر لدرجة أنهم أقفروا قريتهم وعطلوا أعمالهم هربا من الموت ، أماتهم الله موتا أدبيا ثم بعث إلى نفوسهم عواطف عالية فحيوا حياة اجتماعية أخرى .