جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (243)

{ أَلَمْ تَرَ {[471]} إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ {[472]} مِن دِيَارِهِمْ } : فراراً من الطاعون ، { وَهُمْ أُلُوفٌ } : أربعة آلاف ، أو ثمانية وأربعون ألفا والاختلاف كثير ، { حَذَرَ الْمَوْتِ } ، مفعول له ، { فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ } : في أثناء طريقهم ، { مُوتُواْ } ، أي {[473]} : حكم عليهم بالموت ، فماتوا ليعلموا أن لا فرار من قدر الله ، { ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } ، بمعجزة نبي ، ثم دعا ربه بعد مدة طويلة أن يحييهم {[474]} وهم قائلون : سبحانك لا إله إلا أنت ، وكان فيها عبرة ودليل قاطع على المعاد الجسماني ، { إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } : حيث أحياهم ليعتبروا ويصدقوا رسله ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } ، حيث لم يعتبروا .


[471]:خطاب عام لكل أحد وإن لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في معنى التعجب، دلالة على شيوع القصة وشهرتها، بحيث ينبغي لكل أحد أن يتعجب منها وصلة الرؤية بإلى إن كانت بمعنى الإبصار، فلاعتبار معنى النظر، وإن كانت إداركاً بالقلب، فللتضمين على معنى: ألم ينته علمك إليهم/12
[472]:ذكر غير واحد من السلف أن هؤلاء كانوا أهل بلدة في زمن بني إسرائيل، وعن ابن عباس أن اسم البلدة داوردان من قبل واسط، فلما ماتوا حين فروا من الطاعون مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: حزقيل فدعا الله بإحيائهم فأحياهم/12 منه
[473]:وعبر بإماتتهم الله بهذه العبارة دلالة على أن موتهم كان شيئا بامتثال أمر واحد من آمر مطاع، لا يتوقف في امتثاله، فيكون دفعة خارجاً عن العادة في موت الجماعات/12
[474]:أي: فأحياهم وهم قائلون/12