قوله : { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه } إلى قوله { مبين }[ 5-6 ] .
( ألا ) : استفتاح كلام ، و{ يثنون } : من ثنيت ، وهو فعل المنافقين ، كانوا إذا مروا بالنبي {[31850]} يثني أحدهم صدره ، ويطأطأ رأسه {[31851]} .
وقيل : نزلت فيما ، كان المنافقون يبطلون من عداوة النبي {[31852]} ، وبغضه {[31853]} ، أعلمه {[31854]} أن الله عز وجل {[31855]} يعلم ما تنطوي {[31856]} عليهم صدورهم من {[31857]} ذلك ، وإن غطوا عليه رؤوسهم بثيابهم ، ليستتروا {[31858]} ، فهو يعلم ما في صدورهم في كل حال من أحوالهم {[31859]} .
يعني بالمنافقين : كفار قريش ، لا المنافقين من أهل المدينة . لأن السورة مكية .
وقال مجاهد : ظنوا أن الله عز وجل لا يعلم ما في صدورهم {[31860]} .
وقال الحسن : جهلوا أمر الله عز وجل {[31861]} {[31862]} .
ثم قال تعالى : { ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون }[ 5 ] أي : ألا حين يلبسون ثيابهم في ظلمة الليل ، في أجواف بيوتهم . يعلم ذلك الوقت سرهم وجهرهم {[31863]} .
{ إنه عليم بذات الصدور } وقيل : إن أحدهم كان يثني ظهره ، ويستغشي ثوبه {[31864]} ، وقيل {[31865]} : إنهم إنما كانوا يفعلون ذلك لئلا يسمعوا كتاب الله عز وجل . قاله {[31866]} قتادة .
وقيل {[31867]} : إن هذا إخبار من الله ( عز وجل ) {[31868]} عن المنافقين ، أنه يعلم ما تنطوي {[31869]} عليه صدورهم من الكفر . وقال ابن زيد : ( هذا حين يناجي {[31870]} بعضهم بعضا ) {[31871]} .
وقرأ ابن عباس : ( ينثوي ) {[31872]} صدورهم على مثال ( ينطوي {[31873]} . ) قال : كانوا لا يأتون النساء ، ولا الغائط إلا وقد {[31874]} تغشوا ثيابهم كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء ) {[31875]} .
وقيل : كان بعضهم ينحني {[31876]} على بعض ليُساره {[31877]} . وبلغ جهلهم أنهم ظنوا أن ذلك يحفى على الله سبحانه {[31878]} .
وروي عن ابن عباس أيضا أنه قرأ تنثوي {[31879]} . وعنه أيضا {[31880]} أنه قرأ : ( تثنوني ) {[31881]} ، مثل {[31882]} : تَفُعوعِلُ . ومعناه : المبالغة مثل ( احلولى ) {[31883]} : إذا بلغ الغاية {[31884]} في الحلاوة {[31885]} ، والهاء {[31886]} في ( منه ) للنبي صلى الله عليه وسلم ، على القول الأول ، وهي ( إنه لله عز وجل ، على القول الثاني .
وعن ابن عباس : ألا حين يستغشون ثيابهم : ( أي : يغطون رؤوسهم ) {[31887]} .
والوقف عند الأخفش {[31888]} ، والفراء ، وابن كيسان {[31889]} على ذات بالتاء ، لأن هذا الاسم لا يستعمل إلا مضافا . فصارت التاء في وسط الكلام . وعليه جماعة الفراء والوقف عند الكسائي بالهاء ، وهو قول الجرمي {[31890]} ، لأنه ثانية الأسماء ، وهو اختيار أبي حاتم .
{ ليستخفوا منه } وقف {[31891]} . { وما يعلنون } ، وقف {[31892]}/ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.