الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ} (51)

قوله : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين } إلى قوله { فسوف تعلمون } [ 51-55 ] .

المعنى : قال{[39114]} الله لا تتخذوا لي شريكا فلا تعبدوا معبودين { إنما هو إله واحد } [ 51 ] أي : معبود واحد ، وأنا ذلك المعبود . { فإيي فارهبون } [ 51 ] . أي فاتقون وخافون{[39115]} . أمرهم الله [ عز وجل{[39116]} ] بذلك لأنهم قالوا في الأصنام : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله ولفى }{[39117]} فأعملهم أنه : لا يجوز أن يعبد غيره .

وقوله : ب " اثنين " تأكيد . كما قال : { إنما هو إله واحد } [ 51 ] فأكده بواحد{[39118]} .

وقيل/التقدير{[39119]} : اثنين{[39120]} إلهين . فلما لم يتعرف معنى اثنين لعمومها{[39121]} في كل شيء بين بإلهين ، وإذا تقدم إلهين لم يحتج إلى{[39122]} اثنين ، لخصوص اللفظ بالألوهية{[39123]} .


[39114]:ط: وقال.
[39115]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/118.
[39116]:ساقط من ق.
[39117]:الزمر: 3.
[39118]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/204، وإعراب النحاس 2/397 والمشكل 2/16، والجامع 10/75.
[39119]:ق: "قيل والتقدير ..." بزيادة الواو.
[39120]:ط: ولا تتخذوا اثنين إلهين.
[39121]:ط: لعمومها.
[39122]:ق: "إلا".
[39123]:وهو قول النحاس، انظر: إعراب النحاس 2/395.