الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

ثم قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } [ 53 ] .

التقدير : وما حل بكم من نعمة فمن الله هي{[39135]} . وقال الفراء : التقدير : وما [ يكن{[39136]} ] بكم من نعمة{[39137]} . وقال قوم : " ما " بمعنى : الذي ، فلا يحتاج إلى إضمار فعل{[39138]} .

ودخلت الفاء في الخبر للإبهام الذي قي " ما " .

ومعنى الآية ما أعطاكم الله [ سبحانه{[39139]} ] من مال وصحة جسم وولد فهو من فضله ، لا من فضل غيره{[39140]} .

{ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون } [ 53 ] .

أي : إذا{[39141]} مسكم في أبدانكم ضر وشدة ، فإلى الله تصرخون بالدعاء ، وبه تستغيثون في كشف ذلك [ عنكم{[39142]} ]{[39143]} . يقال : جأر ، إذا رفع صوته شديدا من جوع أو{[39144]} غيره{[39145]} ، والأصوات مبنية على فعال و{[39146]} على فعيل نحو الصراخ والخوار{[39147]} والبكاء . ونحو العويل والزفير ، والفعال أكثر{[39148]} .


[39135]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/204.
[39136]:ساقط من ق.
[39137]:انظر: معاني الفراء 2/105، وإعراب النحاس 2/398.
[39138]:وأجاز هذا الرأي الفراء انظر: معاني الفراء 2/105.
[39139]:انظر : المصدر السابق.
[39140]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/204، وإعراب النحاس 2/398.
[39141]:ق: إذا إذا.
[39142]:ساقط من ق.
[39143]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: معاني البيان 14/121.
[39144]:ق: و.
[39145]:انظر: هذا القول في معاني الفراء 2/105، وجامع البيان 14/121، واللسان (جأر).
[39146]:ق: أو.
[39147]:ط: والجوار.
[39148]:وهذا قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/204.