الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعٗا۩} (109)

وقوله : { يخرون للأذقان } [ 107 ] .

قال ابن عباس : للوجوه ، وكذلك قال قتادة{[42065]} . وقال الحسن " للأذقان " للجبين{[42066]} .

ثم قال : { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا } [ 108 ] .

أي : ويخر هؤلاء الذين أوتوا العلم ، من مؤمنين أهل الكتاب من قبل نزول القرآن ، إذا يتلى عليهم القرآن لأذقانهم يبكون . ويزيدهم وعظ القرآن خشوعا لله [ عز وجل{[42067]} ]{[42068]} .

وهذه مثل قوله في مريم : { إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا }{[42069]} .

وقوله : { إن كان وعد ربنا لمفعولا } [ 107 ] .

أي : ما كان وعد ربنا من ثواب وعذاب{[42070]} إلا مفعولا{[42071]} . وقيل : معناه : إن كان وعد ربنا أن يبعث محمدا صلى الله عليه وسلم لمفعولا .


[42065]:انظر قولهما: في جامع البيان 15/180 وأحكام الجصاص 3/209.
[42066]:انظر قوله: في جامع البيان 15/180 وفيه أنه قال "اللحى".
[42067]:ساقط من ق.
[42068]:وهو قول: ابن جرير انظر: جامع البيان 15/181.
[42069]:مريم آية 58، وهو قول: ابن زيد، انظر: جامع البيان 15/182.
[42070]:ط: "وعقاب" ولعله الأصوب.
[42071]:وهو قول: ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/180.