الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٖ وَلَا لِأٓبَآئِهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا} (5)

{ ما لهم به من علم } [ 5 ]{[42182]} . أي : ما لهم بهذا القول علم { لآبائهم }{[42183]} .

ثم قال : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم }{[42184]} .

أي : كبر قولهم : { اتخذ الله ولدا } من كلمة . وفيه معنى التعجب كأنه قال : ما أكبرها من كلمة . كما تقول لقصو{[42185]} الرجل بمعنى : ما أقصاه .

وقرأ الحسن ، ومجاهد ، ويحيى بن يعمر{[42186]} ، وابن أبي إسحاق { كبرت كلمة } بالرفع على معنى : عظمت كلمتهم{[42187]} .

يقال : كبر الشيء إذا عظم ، وكبر [ الرجل{[42188]} ] إذا أسن ، [ بكسر الباء ، والأول بالضم{[42189]} ]{[42190]} .

{ إن يقولون إلا كذبا{[42191]} } [ 5 ] .

أي{[42192]} ما يقول هؤلاء إن الله اتخذ ولدا إلا كذبا وتخرصا{[42193]} .


[42182]:هو: تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/193.
[42183]:المصدر السابق.
[42184]:المصدر السابق.
[42185]:ق: "لقصوا".
[42186]:هو: يحيى بن يعمر الوشقى العدواني، أبو سليمان: أول من نقط المصاحف ولد بالأهواز وسكن البصرة وكان من علماء التابعين، عارف بالحديث والفقه ولغات العرب، ولي القضاء بالبصرة إلى أن مات سنة 129 هـ، انظر ترجمته: في مرآة الجنان 1/281 وتذكرة الحفاظ 1/75 وغاية النهاية 2/381 وفيه توفي قبل 90 هـ، وبغية الوعاة 2/345 والأعلام 8/177.
[42187]:انظر هذه القراءة: في معاني الفراء 2/134، وجامع البيان 15/194 وإعراب النحاس 2/448، وشواذ القرآن 81، والجامع 10/229.
[42188]:ساقط من النسختين.
[42189]:ساقط من ط.
[42190]:انظر هذا القول: في الجامع 10/230، واللسان (كبر).
[42191]:ق: "كذب".
[42192]:ساقط من ق.
[42193]:وهو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/194.