ثم قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها } [ 16 ] .
قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو عثمان النهدي وأبو العالية أمرنا مشددا وكذلك روي عن أبي عمرو {[40632]} . وقرأ الحسن والأعرج وابن أبي إسحاق وخارجة عن نافع بالمد {[40633]} . وقراءة الجماعة بالقصر والتخفيف {[40634]} .
ومعناها : عند ابن عباس : أمرنا إشراف أهلها بالطاعة ففسقوا فيها {[40635]} .
وقيل : " المترفون " هنا الفسقة . وقيل : هم المستكبرون . والفاسق والمستكبر إذا أمر عصا فيحق عليه القول بعصيانه .
وعن قتادة : أن معنى " أمرنا " أكثرنا {[40636]} .
وقال الكسائي : يجوز أن يكون " أمرنا " من الإمارة ، كالمشددة {[40637]} ، وأنكر أن يكون / بمعنى أكثرنا . قال : ولا يقال [ أمرنا {[40638]} ] بمعنى أكثرنا إلا بالمد {[40639]} . وقد حكى أبو زيد وأبو عبيد {[40640]} " أمرنا " مقصورا ، بمعنى أكثرنا . ويقوي هذا التأويل الذي رده الكسائي أن الحديث : " خير المال سكة مأبورة {[40641]} {[40642]} ومهرة {[40643]} مأمورة {[40644]} . فالسكة المأبورة {[40645]} النخل المصلح . والمهرة {[40646]} المأمورة الكثيرة النتاج . وهي من أمر {[40647]} .
فأما من قرأ بالتشديد ، قال ابن عباس معناه سلطنا {[40648]} ، أي : جعلنا لهم إمرة وسلطانا ففسقوا . والمترفون {[40649]} هنا الإشراف {[40650]} .
ويجوز أن يكون بمعنى : أكثرنا ، قاله : الكسائي وغيره .
فأما من قرأ بالمد ، فمعناه أكثرنا {[40651]} عددهم ونساءهم {[40652]} . يقال : أمر بنو فلان أمرا إذا كثر عددهم ، والإمر منه الاسم ومنه قوله تعالى : { لقد جئت شيئا إمرا } {[40653]} أي : عظيما .
وقوله : { ففسقوا فيها } [ 17 ] .
أي : فخالفوا أمر الله [ سبحانه {[40654]} ] { فحق عليها القول } [ 17 ] {[40655]} أي : وجب عليها وعد الله [ عز وجل ] {[40656]} الذي وعد من عصاه [ به {[40657]} ] { فدمرناها تدميرا } [ 17 ] أي : خربناها تخريبا وأهلكنا من فيها هلاكا {[40658]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.