الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا} (18)

ثم قال تعالى : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } [ 18 ] .

أي : من كان يعمل للدنيا وإياها يطلب ولا يوقن بمعاد ولا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا { عجلنا{[40663]} له فيها ما نشاء } [ 18 ] من توسيع أو تقتير لمن نريد{[40664]} .

وقرئت " ما يشاء " بالياء{[40665]} ، على معنى : ما يشاء الله ، أو على معنى : ما يشاء المعجل له ثم يقطره إلى جهنم يصلاها مذموما مدحورا .

وقال أبو إسحاق الفزاري{[40666]} : معناه : ما نشاء لمن نريد هلاكه{[40667]} . وقال ابن عباس : " مذموما " : ملوما{[40668]} .


[40663]:ق: جعلنا.
[40664]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: شواذ القرآن 79.
[40665]:وهي قراءة سلام، انظر: شواذ القرآن 79.
[40666]:هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء ابن خارجة الفزاري، أبو إسحاق من كبار العلماء ولد في الكوفة وقدم دمشق وحدث بها، وتوفي سنة 188 هـ. انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/273، وتهذيب التهذيب 1/153، والأعلام 1/59.
[40667]:انظر: قوله في جامع البيان 15/59.
[40668]:انظر: قوله جامع البيان 15/59.