ثم قال : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } [ 11 ] .
المعنى : ويدع {[40508]} الإنسان على نفسه وولده وماله بالشر دعاء مثل دعائ[ ه {[40509]} ] ربه [ عز وجل ] {[40510]} بالخير . أي : يسأل أن يهلك نفسه وولده وماله إذا غضب كما يسأل أن يحييه ويحيي ولده ويثمر ماله إذا رضي ، فلو استجاب له في الشر {[40511]} كما يستجيب له في الخير لأهلكه {[40512]} .
ثم قال : { وكان الإنسان عجولا } [ 11 ] .
أي : يعجل على نفسه بالدعاء ، ولا يعجل الله [ عز وجل ] {[40513]} عليه بالإجابة {[40514]} . وروي أنها نزلت في النضر بن الحارث [ بن {[40515]} ] علقمة كان يدعو ويقول :
{ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك {[40516]} فأمطر علينا حجارة من السماء أو ايتينا بعذاب أليم {[40517]} } {[40518]} . وكان يدعو على نفسه بالشر كما يدعو [ لها ] {[40519]} بالخير {[40520]} .
{ وكان الإنسان عجولا } {[40521]} أي : عجلة النضر {[40522]} بالدعاء على نفسه ، كعجلة آدم {[40523]} حين نهض [ قبل ] {[40524]} أن يجري فيه كله .
ما رأى من حسنه فذهب لينهض فلم يقدر فهو قوله : { وكان الإنسان عجولا } {[40525]} فالإنسان هنا في موضع الناس {[40526]} . وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا ، فجعل يئن من الليل . فقالت له : ما بالك تئن ؟ فشكى إليها ألم القد . فأرخت كتافه {[40527]} . فلما نامت أخرج يده وهرب . فلما أصبح النبي [ صلى الله عليه وسلم ] دعا به ، فأعلم شأنه . فقال : اللهم اقطع يدها {[40528]} ، فرفعت سودة يدها {[40529]} تتوقع الاستجابة ، أن يقطع الله يدها {[40530]} . فقال {[40531]} النبي صلى الله عليه وسلم : إني سألت [ الله ] {[40532]} أن يجعل لعنتي ودعائي على من {[40533]} لا يستحق من أهلي رحمة ، لأني بشر أغضب كما يغضب البشر ، فلترد سودة يدها {[40534]} {[40535]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.