الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

ثم قال : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } [ 11 ] .

المعنى : ويدع {[40508]} الإنسان على نفسه وولده وماله بالشر دعاء مثل دعائ[ ه {[40509]} ] ربه [ عز وجل ] {[40510]} بالخير . أي : يسأل أن يهلك نفسه وولده وماله إذا غضب كما يسأل أن يحييه ويحيي ولده ويثمر ماله إذا رضي ، فلو استجاب له في الشر {[40511]} كما يستجيب له في الخير لأهلكه {[40512]} .

ثم قال : { وكان الإنسان عجولا } [ 11 ] .

أي : يعجل على نفسه بالدعاء ، ولا يعجل الله [ عز وجل ] {[40513]} عليه بالإجابة {[40514]} . وروي أنها نزلت في النضر بن الحارث [ بن {[40515]} ] علقمة كان يدعو ويقول :

{ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك {[40516]} فأمطر علينا حجارة من السماء أو ايتينا بعذاب أليم {[40517]} } {[40518]} . وكان يدعو على نفسه بالشر كما يدعو [ لها ] {[40519]} بالخير {[40520]} .

{ وكان الإنسان عجولا } {[40521]} أي : عجلة النضر {[40522]} بالدعاء على نفسه ، كعجلة آدم {[40523]} حين نهض [ قبل ] {[40524]} أن يجري فيه كله .

ما رأى من حسنه فذهب لينهض فلم يقدر فهو قوله : { وكان الإنسان عجولا } {[40525]} فالإنسان هنا في موضع الناس {[40526]} . وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا ، فجعل يئن من الليل . فقالت له : ما بالك تئن ؟ فشكى إليها ألم القد . فأرخت كتافه {[40527]} . فلما نامت أخرج يده وهرب . فلما أصبح النبي [ صلى الله عليه وسلم ] دعا به ، فأعلم شأنه . فقال : اللهم اقطع يدها {[40528]} ، فرفعت سودة يدها {[40529]} تتوقع الاستجابة ، أن يقطع الله يدها {[40530]} . فقال {[40531]} النبي صلى الله عليه وسلم : إني سألت [ الله ] {[40532]} أن يجعل لعنتي ودعائي على من {[40533]} لا يستحق من أهلي رحمة ، لأني بشر أغضب كما يغضب البشر ، فلترد سودة يدها {[40534]} {[40535]} .


[40508]:ط: يدعو.
[40509]:ساقط من ق.
[40510]:ساقط من ق.
[40511]:ق: بالشر.
[40512]:انظر: هذا التفسير في غريب القرآن 251، وجامع البيان 15/47 وإعراب النحاس 2/418.
[40513]:ساقط من ق.
[40514]:انظر : غريب القرآن 251.
[40515]:ساقط من ق.
[40516]:ق عندنا.
[40517]:ساقط من ق.
[40518]:الأنفال: 32.
[40519]:ساقط من ق.
[40520]:انظر: هذا القول في الجامع 10/148.
[40521]:ط: زاد "فالإنسان هنا في موضع الناس وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وهي فقرة ستأتي بعد.
[40522]:ق: النصر.
[40523]:ط: صم.
[40524]:ساقط من ق.
[40525]:وهو قول سلمان الفارسي أيضا، انظر: جامع البيان 15/48، والمحرر 10/266، والجامع 10/148.
[40526]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/229.
[40527]:ق : "كتابه".
[40528]:ط: "يديها".
[40529]:ط: "يديها".
[40530]:ط: "يديها".
[40531]:ساقط من ق.
[40532]:ساقط من ق.
[40533]:ق: "ما".
[40534]:ط : "يديها".
[40535]:أخرج مسلم في صحيحه أحاديث بهذا المعنى غير مخصوصة بسودة، كتاب البر والصلة، باب من لعنه النبي أرقام2600و 1601و 2602 وأحمد في المسند أحاديث كثيرة بنحو الذي في صحيح مسلم، انظر: 2/390 و488و 496- 3/333، 384، و391و 400و 5/294 و 437 و439 و6/52 وانظر: هذه الرواية في المحرر 10/266، والجامع 10/148 و149 وفيه ذكرها القشيري.