الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا} (9)

وقوله : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [ 9 ] إلى [ قوله ]{[40493]} : { فصلناه تفصيلا } [ 12 ] .

المعنى : أن هذا القرآن يا محمد يرشد من اهتدى به للحال التي هي أقوم الحالات أي : أصوبها . وذلك دين الله [ سبحانه{[40494]} ] المستقيم وتوحيده [ جلت عظمته ]{[40495]} والإيمان بكتبه ورسله وهو مع هدايته يبشر المؤمنين العاملين الأعمال الصالحة أن لهم أجرا كبيرا وهو الجنة{[40496]} / .

وكل شيء في القرآن أجر كريم وأجر كبير ورزق كريم{[40497]} فهو الجنة{[40498]} . وقيل :

المعنى : ويبشر [ الله{[40499]} ] المؤمنين بذلك . قال{[40500]} مقاتل وغيره : التي هي أقوم شهادة أن لا إله إلا الله{[40501]} . وقيل معناه يهدي للخصال التي هي أصوب مما أمر الله [ عز وجل ]{[40502]} ، ودعا إليه ووعد عليه العطاء الجزيل والثواب العظيم وعلى هذا أكثر المفسرين . ولا إله إلا الله أصل الخصال الحسنة وأعظم ما دعا الله إليه عباده وندبهم إلى اعتقاده فهي العروة الوثقى والكلمة المنجية من العذاب .


[40493]:: ساقط من ق.
[40494]:ساقط من ق.
[40495]:ساقط من ق.
[40496]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/46، وانظر أيضا: معاني الزجاج 3/229.
[40497]:ق: كبير.
[40498]:وهو قول ابن جريج، انظر: جامع البيان 15/47 والدر 5/246.
[40499]:ساقط من ط.
[40500]:ط: قاله.
[40501]:انظر: قوله في معاني الفراء 2/117 ولم يمسه، والمحرر 10/265.
[40502]:ساقط من ق.