قوله : ( فَتَمَنَّوُا المَوْتَ ) [ 93 ] .
معناه : إن كانت لكم الجنة على قولكم وأنتم إليها صائرون ، فتمنوا الموت فإن ذلك لا يضركم ففضحهم الله تعالى في كذبهم ودعواهم ، وَعَلِمَ الناس أن تأخرهم( {[3034]} ) عن التمني يدل على كذبهم ، وكذلك امتنع النصارى إذ( {[3035]} ) دعاهم النبي [ عليه السلام ]( {[3036]} ) إلى المباهلة في عيسى صلى الله عليه وسلم فافتضحوا ، وعلم( {[3037]} ) أنهم كاذبون في دعواهم .
قال النبي [ عليه السلام ]( {[3038]} ) " لَوْ( {[3039]} ) أَنَّ اليَهُودَ تَمَنَّوا المَوْتَ لماتُوا وَلَرَأَوْا( {[3040]} ) مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ . وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ لَرَجَعُوا/ لاَ يَجِدُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً " ، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم( {[3041]} ) . وإنما دعوا إلى تمني الموت لأنهم كانوا يقولون : ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ المائدة : 20 ] . ويقولون : ( لَنْ يَّدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى ) ( {[3042]} ) . فقال( {[3043]} ) الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كنتم صادقين/ فيما تقولون ، فتمنوا الموت فلم يفعلوا فَبَانَ كذبهم( {[3044]} ) .
قال ابن عباس : " [ قيل لهم ]( {[3045]} ) : ادعوا بالموت على أي : الفريقين أكذب فأبوا " ( {[3046]} ) .
وقوله : ( مِنْ دُونِ النَّاسِ ) [ 93 ] .
أي : من دون جميع الناس( {[3047]} ) . وقيل : من دون محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه( {[3048]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.