قوله( {[6171]} ) : ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) [ 190 ] أي : في أي مكان تمكنتم بهم . ومعنى " الثقافة بالأمر " : الحذق به( {[6172]} ) والبصر . ومعنى " التَّثْقِيفِ " : التقويم( {[6173]} ) .
ثم قال : ( وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ) [ 190 ] .
هذا خطاب للمهاجرين أُمروا أن يُخرجوا الكفار من مكة ، وهو الموضع الذي هاجروا –هم( {[6174]} )- منه ، وأُخرجوا .
( وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ ) [ 190 ] .
أي الشرك والكفر . هذا قول قتادة( {[6175]} ) ؛ أي( {[6176]} ) أن يُقتل أحب إليه من أن يكفر وأصل الفتنة الاختبار( {[6177]} ) والابتلاء( {[6178]} ) . فمعناه الاختبار( {[6179]} ) الذي يؤدي إلى الكفر أشد من القتل .
قوله : ( وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ ) الآية [ 190 ] .
وجه قراءة حمزة( {[6180]} ) والكسائي : " وَلاَ تَقْتُلُوهُمْ " بغير ألف( {[6181]} ) ، من القتل حتى [ يقتلوكم مثله ، فإن قتلوكم ]( {[6182]} ) مثله ، أنهم أمروا ألا يقتلوا( {[6183]} ) أحداً عند المسجد الحرام حتى يُقتلَ بعضهم فقال : [ ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم ]( {[6184]} ) أي يقتلوا بعضكم . والعرب تقول : " قد قُتل بنو فلان " ولم يُقتل غلا الأقل منهم . " ومات الناس " ولم يمت إلا الأقل منهم( {[6185]} ) . فأما معنى قراءة الجماعة بالألف( {[6186]} ) في الثلاثة من القتال ، فهو أنهم أمروا ألا يبدأوا( {[6187]} ) بالقتال في المسجد الحرام حتى يبدأواهم ، فإن بدأوهم به ، قاتلوهم وقتلوهم( {[6188]} ) .
وقال قتادة : " أمروا ألا يقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يبدأوهم/ثم نسخ ذلك بقوله : ( وَقَاتِلُوهُمْ ) ( حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ )( {[6189]} ) أي : لا يكون شرك ( وَيَكُونَ( {[6190]} ) الدِّينُ لِلهِ ) أي يقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله " ( {[6191]} ) .
وروي عن( {[6192]} ) قتادة أيضاً أنها منسوخة بقوله : ( فَإِذَا انسَلَخَ الاَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ ) ، [ التوبة : 5 ] . فأمروا بالقتال ، ( حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ )( {[6193]} ) عند [ انسلاخ الأشهر في الحل و ]( {[6194]} ) الحرم حتى يشهدوا [ أن لا إله إلا الله وأن ]( {[6195]} ) محمداً رسول الله " ( {[6196]} ) .
وقال مجاهد : " الآية غير منسوخة ، ولا يحل لأحد أن يقاتل في الحرم أحداً إلا أن يبدأه بذلك فيقاتله " ( {[6197]} ) . واحتَجَّ بحديث( {[6198]} ) النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : " إِنَّ مَكَّةَ( {[6199]} ) حَرَامٌ بِحُرْمَةِ الله لَمْ تَحِل لِأَحَدٍ قَبْلِي ، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي " ( {[6200]} ) .
وأكثر الناس على أنها منسوخة ، وأن المشركين يُقاتلون في كل موضع بقوله : ( فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ) –وبراءة نزلت بعد البقرة- وبقوله : ( وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً )( {[6201]} ) ، والحجة بما ثبت نصه وتلاوته أولى من غيره( {[6202]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.