الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيۡهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخۡرَىٰ} (18)

وقوله : { هي عصاي أتوكأ عليها }[ 17 ] .

أي : اتكئ عليها في قيامي وقعودي .

{ وأهش بها على غنمي }[ 17 ] .

أي : أضرب بها الشجر ، فيسقط ورقها فترعاه الغنم . فالمعنى : وأهش بها الورق . يقال : هش الشجر . إذا خبطه بالعصا . قال ذلك قتادة وعكرمة والضحاك وابن زيد{[44970]} .

ثم قال تعالى : { ولي فيها مآرب أخرى }[ 17 ] .

أي : ولي في عصاي حاجات أخرى{[44971]} . والمآرب جمع واحدة مأربة ومآربة وماربة . بضم الراء وفتحها وكسرها . وهي من قولهم : لا إرب لي في هذا . أي : لا حاجة لي فيه .

وقال : ( أخرى ) ولم يقل ( أخر ) . لأن المآرب جماعة ، فأتت على ذلك .

قال السدي : ( حاجات أخر ، أحمل عليها المزود والسقاء{[44972]} .


[44970]:انظر:جامع البيان 16/154-155 والدر المنثور 4/295.
[44971]:وقد تكلف بعض المفسرين لذكر هذه المآرب التي أبهمت ما هي. فقيل: أنها كانت تضيء له بالليل وتحرس له الغنم إذا نام ويغرسها فتصير شجرة تظله، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة والظاهر أنها لم تكن كذلك، ولو كانت كذلك لما استنكر موسى عليه الصلاة والسلام صيرورتها ثعبانا، فما كان يفر هاربا، ولكن كل ذلك من الأخبار الإسرائيلية. كما يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره 3/145.
[44972]:انظر: جامع البيان 16/155 الدر المنثور 4/295.