الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱضۡمُمۡ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٍ ءَايَةً أُخۡرَىٰ} (22)

قوله تعالى ذكره : { واضمم يدك إلى جناحك }[ 21 ] إلى قوله : { إنك كنت بنا بصيرا }[ 34 ] .

المعنى : واضمم يا موسى يدك ، فضعها تحت عضدك .

وقال مجاهد : ( إلى جناحك ) كفه في عضده .

يقال لآخر العضد ، إلى مبتدأ الإبط جناح {[44985]} .

وقيل : أمر أن يدخل يده في ثيابه مما يلي صدره {[44986]} وعضده ، ففعل ، ثم أخرجها بيضاء لها شعاع ونور .

وقال أبو عبيدة {[44987]} : ( إلى جناحك ) إلى ناحية جنبك {[44988]} . والجناحان الناحيتان .

وقيل : ( إلى جناحك ) إلى صدرك ، ففعل ، فخرجت يده نورا ساطعا تضيء بالليل كضوء الشمس والقمر ، فهي له آية أخرى مع العصا . أي : علامة على قدرة الله وصحة نبوته .

ومعنى : { من غير سوء } من غير برص .

وقال مجاهد : كان موسى رجلا آدم ، فأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء من غير سوء أي من غير برص {[44989]} مثل الثلج ، ثم ردها فخرجت كما كانت على لونه {[44990]} .

وقوله : { آية أخرى } أي : دلالة أخرى على العصا .

وقوله : ( بيضاء ) نصب على الحال . ( وآية ) بدل من بيضاء عند الأخفش {[44991]} .

وقال الزجاج : {[44992]}هي نصب بإضمار فعل تقديره ( آتيناك أخرى ) .

وقيل : {[44993]}( آية ) حال أيضا ، لأنه بمعنى مبينة .


[44985]:انظر: جامع البيان 16/157 وتفسير ابن كثير 3/145 والدر المنثور 4/295.
[44986]:(صدره) سقطت من ز.
[44987]:انظر: مجاز القرآن 2/18.
[44988]:ز: ناحيتك. (تحريف).
[44989]:من قوله: (قال مجاهد) إلى (برص) سقط من ز بانتقال النظر.
[44990]:انظر: جامع البيان 16/157.
[44991]:انظر: معاني الأخفش 2/407.
[44992]:انظر: معاني الزجاج 3/355.
[44993]:انظر: غريب إعراب القرآن 2/141.