قوله تعالى ذكره : { وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى }[ 6 ] ، إلى قوله : { أو أجد على النار هدى }[ 9 ] .
أي : وإن تجهر بالقول يا محمد ، فإن الله تعالى يعلم ما أسررت في نفسك ، وأخفى منه .
قال الحسن ومجاهد وعكرمة : ( السر ) : ما أسررته{[44882]} إلى غيرك ، ( وأخفى ) ما حدثت به نفسك .
وقال الضحاك : ( السر ) ما حدثت به نفسك ، ( وأخفى ) ما لم{[44883]} تفعله وأنت فاعله ، وكذلك ، روي عن ابن عباس{[44884]} .
قال ابن عباس : ( وأخفى ) ما تعمل غدا .
وقال ابن جبير : ( السر ) : ما أسره الإنسان{[44885]} في نفسه ، ( وأخفى ) : ما لم يعلم الإنسان مما هو كائن{[44886]} .
وقيل{[44887]} : معنى : ( وأخفى ) : ما ليس في نفس الإنسان . وسيكون ذلك في نفسه ، فهو لا إله إلا هو يعلم ما سيجري في نفس الإنسان قبل أن يجري .
وقال ابن زيد : ( يعلم السر ) أسرار العباد{[44888]} وأخفى سره{[44889]} . وقاله أبوه زيد بن أسلم{[44890]} . أي : يعلم سر عباده ، وأخفى سره ، فلا يعلمه أحد جل وعز ، وهذا اختيار النحاس . وأنكر هذا القول الطبري{[44891]} .
وقوله : { يعلم السر وأخفى } ، أتى على غير ظاهر ، جواب قوله ( وإن تجهر بالقول ، إنما هو جواب لمن قبل له وأن تستر بالقول ، فإن الله يعلم السر وأخفى . ولكنه محمول على المعنى ، كأنه قال : ما حاجتك إلى الجهر ، والله يعلم السر وأخفى{[44892]} من السر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.