الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

قوله تعالى ذكره : { وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى }[ 6 ] ، إلى قوله : { أو أجد على النار هدى }[ 9 ] .

أي : وإن تجهر بالقول يا محمد ، فإن الله تعالى يعلم ما أسررت في نفسك ، وأخفى منه .

قال الحسن ومجاهد وعكرمة : ( السر ) : ما أسررته{[44882]} إلى غيرك ، ( وأخفى ) ما حدثت به نفسك .

وقال الضحاك : ( السر ) ما حدثت به نفسك ، ( وأخفى ) ما لم{[44883]} تفعله وأنت فاعله ، وكذلك ، روي عن ابن عباس{[44884]} .

قال ابن عباس : ( وأخفى ) ما تعمل غدا .

وقال ابن جبير : ( السر ) : ما أسره الإنسان{[44885]} في نفسه ، ( وأخفى ) : ما لم يعلم الإنسان مما هو كائن{[44886]} .

وقيل{[44887]} : معنى : ( وأخفى ) : ما ليس في نفس الإنسان . وسيكون ذلك في نفسه ، فهو لا إله إلا هو يعلم ما سيجري في نفس الإنسان قبل أن يجري .

وقال ابن زيد : ( يعلم السر ) أسرار العباد{[44888]} وأخفى سره{[44889]} . وقاله أبوه زيد بن أسلم{[44890]} . أي : يعلم سر عباده ، وأخفى سره ، فلا يعلمه أحد جل وعز ، وهذا اختيار النحاس . وأنكر هذا القول الطبري{[44891]} .

وقوله : { يعلم السر وأخفى } ، أتى على غير ظاهر ، جواب قوله ( وإن تجهر بالقول ، إنما هو جواب لمن قبل له وأن تستر بالقول ، فإن الله يعلم السر وأخفى . ولكنه محمول على المعنى ، كأنه قال : ما حاجتك إلى الجهر ، والله يعلم السر وأخفى{[44892]} من السر .


[44882]:ز: أسررت به.
[44883]:لم سقطت من ز.
[44884]:انظر: جامع البيان 16/140 وزاد المسير 5/271 وتفسير ابن كثير 3/143 والدر المنثور 4/290.
[44885]:ز: الرجل.
[44886]:انظر: جامع البيان 16/139 وتفسير ابن كثير 3/143.
[44887]:انظر: جامع البيان 16/140 وتفسير القرطبي 11/170.
[44888]:ز: سر عباده.
[44889]:انظر: جامع البيان 16/140 وزاد المسير 5/271.
[44890]:زاد المسير 5/271 والدر المنثور 4/290.
[44891]:انظر: جامع البيان 16/141.
[44892]:من قوله: (أتى على غير ظاهر) إلى (السر وأخفى) سقط من ز.