ثم قال تعالى : { أولم الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما }[ 30 ] .
أي : أو لم يعلم هؤلاء المشركون بقلوبهم فيعلمون أن السماوات والأرض كان كل واحد منهما لا صدع فيه . لا تمطر السماء ولا تنبت الأرض ، { ففتقناهما } أي : فصدعهما{[45885]} الله بالماء والنبات ، فأنزل الله من السماء الماء ، وأخرج من الأرض النبات{[45886]} . هذا معنى قول عكرمة . قال : ( فتقت السماء بالمطر ، وفتقت الأرض بالنبات وهو قوله : { والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع }{[45887]} وهو أيضا قول عطية وابن زيد . وهذا القول اختيار الطبري{[45888]} ، لأن بعده : { وجعلنا من الماء كل شيء حي } أي : من الماء الذي فتقنا السماء به . ووحد وثقا ، لأنه مصدر{[45889]} . يقال : رتق فلان الفتق . إذا سده ، فهو يرتقه رتقا{[45890]} .
وقيل : معنى الآية كانتا ملتصقتين ففصلنا بينهما بالهواء ، قاله : الحسن وقتادة{[45891]} .
وقال مجاهد : ( كانت السماء مرتتقة طبقة واحدة ، ففتقها الله سبع سماوات . وكذا{[45892]} الأرض . وهو قول أبي صالح والسدي{[45893]} .
وعن ابن عباس أن المعنى : ( أن السماء والأرض كانتا ملتصقتين{[45894]} بالظلام لأن الليل خلق قبل النهار ، ففتقهما الله تعالى بضوء النهار ){[45895]} .
وقوله : ( إن السماوات ) تدل على قول مجاهد .
وقيل قيل : إنما قال السماوات يريد به السماء ، لأن كل قطعة من سماء .
وقيل : إنما قال ( السماوات ) لأن المطر روي أنه ينزل من السماء السابعة . وروي أنه ينزل من الرابعة . وقد قالوا : ثوب{[45896]} أخلاق ، فجمعوا لأن كل قطعة منه خلقة ، فجمع لأن فيها قطع كثيرة .
وقوله : ( كانتا ) ، ولم يقل ( كن ) ، فإنما كان ذلك لأنهما صنفان{[45897]} ، كما قال تعالى : { يمسك السموات والأرض أن تزولا }{[45898]} وقيل : إنما كان{[45899]} ذلك لأن السماوات كانت سماء واحدة فعبر على الأصل .
وقوله تعالى : { وجعلنا من الماء كل شيء حي }[ 30 ] .
أي : كل شيء له حياة وموت كالإنسان والبهيمة والزرع والشجر ، لأن لها موتا إذا جفت ويبست{[45900]} فحياة جميع ذلك بالماء .
وقيل{[45901]} : هو حياة جميع الحيوان ، إنما جيء بالماء الذي بنباته يعيش كل [ شيء ]{[45902]} حي .
وقيل{[45903]} : عنى بالماء هنا ، النطفة خاصة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.