الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (91)

ثم قال : { والتي أحصنت فرجها }[ 90 ] .

أي : واذكر يا محمد التي أحصنت فرجها ، يعني مريم . وأحصنت ، حفظت ومنعت . وعنى بالفج جيبها{[46332]} وقيل{[46333]} : فرج نفسها .

وقوله : فنفخنا فيها من روحنا : أي : من جبريل صلى الله عليه وسلم ، لأنه روح الله ، نفخ في جيب ذراعها بعد أن منعته منه{[46334]} إذ لم تعرفه .

وقيل : أمر الله تعالى جبريل صلى الله عليه وسلم ، فنفخ الروح الذي هو روح عيسى في فرجها فحيي بذلك .

ثم قال تعالى : { وجعلناها وابنها آية للعالمين } أي : عبرة لعالم زمانهما{[46335]} . والتقدير على مذهب سيبويه{[46336]} : وجعلناها آية وابنها آية ، ثم حذف الأولى{[46337]} . أي : علما وحجة على العالمين والمعنى : جعلها آية إذ ولدت من غير فحل ، وجعله آية إذ ولد{[46338]} من غير نطفة ، وإذ نطق في يوم ولد ، وتكلم{[46339]} بالحكمة في ذلك اليوم .


[46332]:انظر: معاني الزجاج 3/403 والبحر المحيط 6/336.
[46333]:وهو اختيار الطبري في جامع البيان 17/84.
[46334]:منه سقطت من ز.
[46335]:ز: زماننا. (تحريف).
[46336]:انظر: تفسير القرطبي 11/338.
[46337]:ز: الأول لدلالة.
[46338]:ز: ولدت. (تحريف).
[46339]:ز: فتكلم.