الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

ثم قال تعالى : { فاستجبنا له ونجيناه من الغم }[ 87 ] أي : من بطن الحوت .

وقيل{[46308]} : من غمه بخطيئته .

وقيل{[46309]}نهما جميعا .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دعوة يونس في بطن الحوت لن يدعو بها رجل قط إلا استجيب له " {[46310]} .

قوله : { وكذلك ننجي المومنين } أي : إذا استغاثوا .

قال سعيد بن مالك : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اسم الله جل وعز الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى يونس بن متى " . قال : قلت : يا رسول الله : هي ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين ؟ قال : " هي ليونس خاصة ، وللمسلمين عامة إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله جل ذكره : { فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المومنين } فهو شرط الله تعالى لمن دعاه{[46311]} به{[46312]} " .

وروي عن ابن مسعود أنه قال{[46313]} : لما خرج يونس من بطن الحوت مر بغلام{[46314]} يرعى غنما فقال له : ممن{[46315]} أنت يا غلام ؟ فقال : من قوم يونس . قال له : فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أنك لقيت يونس فقال له الغلام : إن تكن يونس فقد تعلم أنه من كذب ولم تكن له بينة على قول يقتل ، فمن يشهد لي . فقال يونس تشهد لك{[46316]} هذه الشجرة وهذه البقعة . فقال الغلام : فمرها بذلك . فقال لها{[46317]} يونس : إن جاءكما هذا الغلام فاشهدا له أني يونس . قالتا : نعم . فرجع الغلام إلى قومه وكان له أخوة ، وكان في منعة . فأتى الملك فقال : إني لقيت يونس ، وهو يقرأ عليك السلام . فأمر به الملك أن يقتل ، فقالوا : فأرسل معه إلى الشجرة{[46318]} والبقعة ، فشهدتا له أن يونس لقيه . فرجع القوم{[46319]} مذعورين مما رأوا ، فأعلموا بذلك الملك{[46320]} ، فتناول الملك بيد الغلام فأجلسه مجلسه ، وقال{[46321]} : أنت أحق بهذا المكان مني . فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم أربعين سنة .


[46308]:وهو قول الطبري في جامع البيان 17/81.
[46309]:انظر: تفسير ابن كثير 3/192.
[46310]:انظر: الترمذي (كتاب الدعوات) 5/529 ومسند أحمد 1/170.
[46311]:?????
[46312]:?????
[46313]:?????
[46314]:?????
[46315]:?????
[46316]:?????
[46317]:?????
[46318]:ز: شجرة.
[46319]:ز: إلى القوم. (تحريف).
[46320]:ز: الملك بذلك.
[46321]:ز: وقال له.