ثم قال تعالى : { فاستجبنا له ونجيناه من الغم }[ 87 ] أي : من بطن الحوت .
وقيل{[46308]} : من غمه بخطيئته .
وقيل{[46309]}نهما جميعا .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دعوة يونس في بطن الحوت لن يدعو بها رجل قط إلا استجيب له " {[46310]} .
قوله : { وكذلك ننجي المومنين } أي : إذا استغاثوا .
قال سعيد بن مالك : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اسم الله جل وعز الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى يونس بن متى " . قال : قلت : يا رسول الله : هي ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين ؟ قال : " هي ليونس خاصة ، وللمسلمين عامة إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله جل ذكره : { فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المومنين } فهو شرط الله تعالى لمن دعاه{[46311]} به{[46312]} " .
وروي عن ابن مسعود أنه قال{[46313]} : لما خرج يونس من بطن الحوت مر بغلام{[46314]} يرعى غنما فقال له : ممن{[46315]} أنت يا غلام ؟ فقال : من قوم يونس . قال له : فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أنك لقيت يونس فقال له الغلام : إن تكن يونس فقد تعلم أنه من كذب ولم تكن له بينة على قول يقتل ، فمن يشهد لي . فقال يونس تشهد لك{[46316]} هذه الشجرة وهذه البقعة . فقال الغلام : فمرها بذلك . فقال لها{[46317]} يونس : إن جاءكما هذا الغلام فاشهدا له أني يونس . قالتا : نعم . فرجع الغلام إلى قومه وكان له أخوة ، وكان في منعة . فأتى الملك فقال : إني لقيت يونس ، وهو يقرأ عليك السلام . فأمر به الملك أن يقتل ، فقالوا : فأرسل معه إلى الشجرة{[46318]} والبقعة ، فشهدتا له أن يونس لقيه . فرجع القوم{[46319]} مذعورين مما رأوا ، فأعلموا بذلك الملك{[46320]} ، فتناول الملك بيد الغلام فأجلسه مجلسه ، وقال{[46321]} : أنت أحق بهذا المكان مني . فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم أربعين سنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.