الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} (90)

فاستجبنا له دعاءه ، ووهبنا له يحيى وارثا . ثم قال : { وأصلحنا له زوجه }[ 89 ] .

أي : جعلناها ولودا{[46323]} بعد أن كانت عقيما{[46324]} .

وقال عطاء : كانت سيئة الخلق طويلة اللسان ، فأصلحها الله وصيرها حسنة الخلق ، وهو قول محمد بن كعب وعون بن عبد الله{[46325]} .

ثم قال تعالى : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات }[ 89 ] . يعني زكريا وزوجته ويحيى ، أي : يسارعون في طاعة الله ، والعمل بما يقرب إليه .

ثم قال تعالى : { ويدعوننا رغبا ورهبا }[ 89 ] .

أي : رغبة فيما يرجون من ثوابه ورهبة مما{[46326]} يخافون من عقابه .

قال قتادة{[46327]} : رغبا في رحمة الله ورهبا من عذاب الله .

والدعاء في هذا الموضع : العبادة . كما قال : { وأدعوا ربي عسى }{[46328]} أي : أعبد ربي .

قال ابن زيد{[46329]} : معناه : خوفا وطمعا .

قال ابن جريج{[46330]} : رغبا في رحمة الله ورهبا من عذاب الله .

ثم قال تعالى : { وكانوا لنا خاشعين } أي : متواضعين متذللين . لا يستكبرون عن العبادة والدعاء والتضرع .

قال سفيان{[46331]} : هو الحزن الدائم في القلب .


[46323]:ز: ولدا. (تحريف).
[46324]:وهذا التأويل لابن عباس وابن جبير وقتادة في زاد المسير 5/384 وابن كثير 3/193.
[46325]:انظر: مستدرك الحاكم 3/383 وزاد المسير 5/384 والبحر المحيط 6/336. وعون هو عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد. ذكره البخاري فيمن مات بين عشرة ومائة إلى عشرين ومائة. انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب 8/172.
[46326]:ز: فيما.
[46327]:القول لابن جريج في جامع البيان 17/84 والدر المنثور 4/335.
[46328]:مريم آية 48.
[46329]:انظر: جامع البيان 17/84.
[46330]:انظر: جامع البيان 17/84 وفتح القدير 4/427.
[46331]:القول للحسن في الدر المنثور 4/335.