الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

قوله تعالى ذكره : { واقترب الوعد الحق }[ 96 ] إلى قوله : { إنا كنا فاعلين }[ 103 ] .

الواو زائدة في ( واقترب ) عند الكسائي والفراء{[46389]} .

قالا : اقترب{[46390]} جواب ( إذا ) في قوله : ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) اقترب الوعد .

وأجاز{[46391]} الكسائي أن يكون جواب إذا ، { فإذا هي شاخصة الأبصار }[ 97 ] .

وقال أبو إسحاق{[46392]} : الجواب : قالوا يا ويلنا ، ثم حذف ( قالوا ) كقوله : { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم }{[46393]} أي : قالوا : ما نعبدهم وحذف القول كثير{[46394]} في القرآن ، ومعنى الآية : وقرب بعث الأموات{[46395]} للجزاء لا شك فيه بعد خروج يأجوج ومأجوج .

قال حذيفة{[46396]} : لو أن رجلا افتلى فلوا{[46397]} بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة .

وقوله : { فإذا هي شاخصة الأبصار الذين كفروا } قيل{[46398]} : هي عماد . وقيل{[46399]} : هي إضمار الأبصار ، والأبصار الثانية تبيين لها أي : فإذا أبصار الكافرين قد شخصت عند مجيء الوعد . يقولون { يا ويلنا قد كنا } قبل هذا الوقت في الدنيا { في غفلة من هذا } الذي نرى ونعاين ، { بل كنا ظالمين } أي : بمعصيتنا ربنا وطاعتنا إبليس وجنوده .


[46389]:انظر: معاني الفراء 2/211.
[46390]:ز: فالاقتراب.
[46391]:وأجاز سقطت من ز.
[46392]:ز: الكثير.
[46393]:الزمر آية 3.
[46394]:ز: الموتى.
[46395]:ز: الموتى.
[46396]:انظر: جامع البيان 17/92.
[46397]:الفلو بفتح الفاء وضمها وكسرها: الجحش والمهر إذا فطم. انظر: اللسان (فلو).
[46398]:وهو قول الفراء في معاني القرآن 2/212.
[46399]:انظر: جامع البيان 17/92 والقرطبي 11/342.