ثم قال تعالى ذكره : { حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج }[ 95 ] .
أي : فتح سد يأجوج ومأجوج{[46357]} .
روى حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال{[46358]} : " أول الآيات الدجال ونزول عيسى عليه السلام ونار تخرج من قعر عدن أبين{[46359]} تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدابة ثم يأجوج ومأجوج أمة . كل أمة مائة ألف أمة لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطرف بين يديه من صلبه وهم ولد آدم فيسيرون إلى خراب{[46360]} الدنيا ويكون مقدمتهم بالشام ، وساقتهم بالعراق ، فيمرون{[46361]} بأنهار الدنيا فيشربون الفرات ودجلة وبحيرة طبرية حتى يأتوا بيت المقدس فيقولون : قد قتلنا أهل الدنيا فقاتلوا من في السماء ، فيرمون بالنشاب إلى السماء ، فترجع نشابهم مخضبة بالدم .
فيقولون : قد قتلنا{[46362]} . من في السماء . وعيسى والمسلمون بجبل طور سنين{[46363]} ، فيوحي الله جل وعز إلى عيسى أن أحرز عبادي بالطور وما يلي أيلة . ثم إن عيسى عليه السلام يرفع يده إلى السماء ويؤمن المسلمون فيبعث الله عليهم دابة يقال لها النغف{[46364]} تدخل{[46365]} في مناخرهم فيصبحون موتى حتى تنتن الأرض من جيفتهم{[46366]} فيجأر الناس والأرض إلى الله تعالى منهم ، فيأمر الله السماء فتمطر كأفواه القرب ، فتغسل الأرض من جيفهم ونتنهم فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها " {[46367]} .
قال أبو العالية{[46368]} : إن يأجوج ومأجوج يزيدون على سائر الأنس الضعف . وأن الجن يزيدون على الإنس الضعف ، وأن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج .
قال عمر البكالي{[46369]} : إن الله جل وعز جزأ{[46370]} الملائكة والإنس والجن عشرة أجزاء . فتسعة منهم الكروبيون وهم الملائكة الذين يحملون العرش ، ثم هم أيضا الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون قال : ومن بقي من الملائكة لأمر الله ووحيه ورسالته ، ثم جزأ الجن والإنس/ عشرة أجزاء ، فتسعة{[46371]} منهم الجن ، لا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الجن تسعة ، ثم جزأ الإنس عشرة أجزاء ، فتسعة منهم يأجوج ومأجوج ، وسائر الناس جزء [ واحد ]{[46372]} .
وقال ابن عباس : يأجوج ومأجوج أمتان ، في كل أربعمائة ألف أمة{[46373]} ، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف من صلبه فصاعدا .
وعنه أنه قال : الأرض سبعة أجزاء ، ستة منها فيها يأجوج ومأجوج وجزء [ واحد ]{[46374]} فيه سائر الخلق{[46375]} .
ومن جعل يأجوج ومأجوج مشتقا ، أجاز همزة ، وهو مشتق من أجنة النار ، وهو حرها . ومنه أجة الحر ، ومنه ملح أجاج . ولم يصرفه لأنه جعله اسما للقبيلة وهو معرفة ، ووزنها : فاعول{[46376]} ومفعول ، ويجوز في قراءة من لم يهمز أن يكونا أعجميين ، وأن يكونا مشتقين . وخففت الهمزة .
وقال الأخفش{[46377]} : ياجوج من يججت ومأجوج من مججت وقوله : { وهم من كل حدب ينسلون }[ 95 ] .
قيل : يعني بني آدم يخرجن من كل موضع دفنوا فيه ، يعني الحشر . قاله مجاهد{[46378]} .
وقال ابن عمر{[46379]} عنى به يأجوج ومأجوج ، يخرجون{[46380]} من كل مكان يفسدون في الأرض . ومعنى : ( من كل حدب ) أي : من كل نشز ، ومن كل شرف وأكمة .
قال ابن زيد{[46381]} : هو مبتدأ يوم القيامة . ( وينسلون ) : يمشون مسرعين كنسلان الذئب . يقال : نسل ينسل وينسل{[46382]} ، إذا أسرع وتقارب خطوة{[46383]} .
قال عطية الحوفي : يأجوج ومأجوج أمتان ، في كل أمة أربع مائة ألف أمة ، لا يشبه بعضهم{[46384]} بعضا ، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر في مائة عين من ولده .
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص{[46385]} : إن الرجل منهم ليموت فيدع لصلبه من الذرية ألفا فصاعدا ، وإن من ورائهم لثلاث أمم ما يعلم{[46386]} عدتهم إلا{[46387]} الله تعالى مسنك وتأريس وتأويل ، وخروجهم بعد خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام .
قال كعب الأحبار : عرض أسكفة{[46388]} باب يأجوج ومأجوج السفلى أربعة وعشرون ذراعا ، فتفتحها حوافر خيلهم ، والعليا عرضها إثنا عشر ذراعا ، فتفتحها أسنة رماحهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.