الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ} (98)

ثم قال تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم }[ 97 ] .

أي : إنكم أيها الكفار والأوثان التي{[46400]} تعبدونها من دون الله وَقُودُ جهنم ، قاله ابن عباس{[46401]} .

وقال مجاهد{[46402]} : حصب جهنم : حطبها .

وقال قتادة وعكرمة{[46403]} : حصب جهنم : يقذفون فيها .

وقال الضحاك{[46404]} : إن جهنم إنما تحصب بهم ، أي : يرمى بهم فيها ، وقرأ علي وعائشة رضي الله عنهما حطب بالطاء{[46405]} .

وعن ابن عباس : { حصب } بالضاد معجمة{[46406]} . والحصب : ما دكيت به النار وأججتها ، والحصب بالصاد غير معجمة{[46407]} : اسم المرمى به في النار .

وقوله تعالى : { إليكم ما تعبدون من دون الله } يخرج من عُزَيرٌ والمسيح والملائكة ، ( ما ) لما لا يعقل ، فهي للأصنام{[46408]} والأوثان/ .

وروي عن ابن عباس أنه قال{[46409]} : لما نزل : { إنكم وما تعبدون من دون الله } الآية ، قال المشركون : أليس قد عبد عزير والمسيح والملائكة وأنت تقول يا محمد أنهم قوم صالحون . فأنزل الله { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }[ 100 ] .

وقيل : إن الذي قال هذا هو ابن الزبعري{[46410]} ، وأنزل الله تعالى : { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون }{[46411]} .


[46400]:ع. الذي. والتصحيح من ز.
[46401]:انظر: جامع البيان 17/94 والدر المنثور 4/339.
[46402]:انظر: المصدر السابق.
[46403]:انظر: المصدر السابق.
[46404]:انظر: المصدر السابق.
[46405]:انظر: المحتسب 2/67 ومختصر ابن خالويه: 95.
[46406]:انظر: المحتسب 2/66 ومختصر ابن خالويه: 95.
[46407]:غير معجمة سقطت من ز.
[46408]:ز: الأصنام.
[46409]:انظر: لباب النقول: 186 وزاد المسير 5/392 ومجمع الزوائد 7/69 والقرطبي 11/343 وابن كثير ب3/198 والدر المنثور 4/338.
[46410]:ع: الزبعري بإسقاط ابن والتصحيح من ز. وهو المثبت في كتب التفسير. وابن الزبعري هو عبد الله بن الزبعري بن قيس السهمي القرشي، شاعر قريش في الجاهلية كان شديدا على المسلمين إلى أن فتحت مكة، فهرب إلى نجران، فقال فيه حسان أبياتا، فلما بلغته عاد إلى مكة فأسلم واعتذر ومدح النبي صلى الله عليه وسلم انظر: ترجمته في الأعلام 4/218.
[46411]:الزخرف آية 75.