الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

ثم قال : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن }[ 60 ] ، أي : إذا قيل للكفار اسجدوا للرحمن خالصا قالوا : { أنسجد لما تامرنا }[ 60 ] ، وزادهم هذا القول نفورا من الإيمان ، وعن إخلاص السجود لله{[50281]} . ومعنى نفورا{[50282]}فرارا . وقيل{[50283]} : إنما عنوا بالرحمن : رحمان اليمامة : مسيلمة{[50284]} الكذاب لأنه يسمى الرحمن{[50285]} . وقد كانوا مقرين بالرحمن الذي خلقهم . قال الله تعالى{[50286]} عنهم : { لو شاء الرحمن ما عبدناهم }{[50287]} ، وعلى هذا القول يحسن القراءة{[50288]} بالياء ، والتقدير : أنسجد لما يأمرنا رحمان اليمامة ، ومن قرأه{[50289]} بالتاء : جعله خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم .

وقيل{[50290]} : إن قراءة الياء على معنى : قول بعضهم لبعض : { أنسجد لما تأمرنا } محمد صلى الله{[50291]} عليه [ وسلم ]{[50292]} .


[50281]:ز: له.
[50282]:بعده في ز: أي.
[50283]:انظر: ابن جرير19/29، والكشاف زاد المسير الخازن 5/106، والتسهيل 3/174-175، والبحر6/509، والدر 19/268، وفتح القدير 4/84، وروح المعاني 19/39.
[50284]:هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي، أبو ثمامة، ولد ونشأ باليمامة، وتلقب في الجاهلية بالرحمن وعرف برحمن اليمامة. قتل حوالي12هـ. انظر: شذارات الذهب 1/23، والأعلام 8/125-156.
[50285]:ز: تسمى بالرحمن.
[50286]:"تعالى" سقطت من ز.
[50287]:الزخرف:20.
[50288]:انظر: الحجة ص266، والتيسير ص164، وكتاب السبعة ص466، والكشف 2/146، والنشر2/334، وإتحاف فضلاء البشر 2/310.
[50289]:ز: قرأ من: كتاب السبعة ص466، وفيه: قرأ بها ابن كثير، ونافع، وأبو عمر وابن عامر، وعاصم. وانظر: الحجة ص266، والتيسير ص164، والكشف 2/والنشر 2/334.
[50290]:انظر: ابن جرير19/28-29.
[50291]:"صلى الله عليه وسلم" سقطت من ز.
[50292]:"وسلم" ساقطة من ز.