ثم قال تعالى{[52457]} : { يا أيها الملأ أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين }[ 39 ] .
قال ابن عباس : كان إتيان العرش إليه قبل أن يكتب إليها . لأنه لما أتاه الهدهد فأخبره{[52458]} بملك سبأ وعرشها ، أنكر سليمان{[52459]} أن يكون لأحد سلطان في الأرض{[52460]} غيره ، فقال لمن عنده من الجن والإنس : { أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين قال عفريت{[52461]} من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } قال سليمان أريد أعجل من هذا . { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك }[ 41 ] ، وهو رجل من الإنس كان عنده علم من الكتاب فيه اسم الله الأكبر ، فدعا بالاسم ، فاحتمل العرش احتمالا حتى وضع بين يدي سليمان بقدرة الله ، فلما أتاه العرش صدق الهدهد في قوله ، ووجهه بالكتاب وكذلك روى{[52462]} الضحاك{[52463]} . وقال{[52464]} وهب بن{[52465]} منبه وغيره : بل كتب معه الكتاب قبل أن يأتيه العرش . والكلام في التلاوة على رتبته ووصل{[52466]} إليه العرش بعد رده{[52467]} الهدية . قال وهب بن منبه : لما رجعت{[52468]} إليها الرسل بالهدية ، وأعلموها بما كان من أمر سليمان{[52469]} .
وقوله : قالت : قد{[52470]} والله علمت ما هذا بملك ، وما لنا به طاقة{[52471]} وبعثت إليه إني قادمة إليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك ؟ وما تدعو{[52472]}إليه من دينك ؟ ثم أمرت بسرير{[52473]} ملكها الذي كانت تجلس عليه ، وكان{[52474]} من ذهب مفصص{[52475]} بالياقوت ، والزبرجد ، واللؤلؤ فجعل في سبعة أبيات بعضها في بعض ثم أقفلت{[52476]} على الأبواب ، وكانت إنما يخدمها النساء ، معها ست مائة امرأة{[52477]} يخدمنها ، ثم قالت لمن خلفت على{[52478]} سلطانها : احتفظ بما قبلك ، وسرير ملكي فلا يخلص إليه{[52479]} أحد{[52480]} ولا ترينه{[52481]} حتى آتيك ، ثم شخصت{[52482]} إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل ، معها من ملوك اليمن تحت يدي{[52483]} كل قيل منهم{[52484]} ألوف كثيرة ، فجعل سليمان يبعث الجن فيأتونه بمسيرها ، ومنتهاها كل يوم وليلة ، حتى إذا دنت ، جمع من{[52485]} عنده من الإنس والجن{[52486]} ثم قال : { يا أيها الملأ أيكم ياتيني بعرشها قبل أن ياتوني مسلمين{[52487]} }[ 39 ] ، أي بسريرها{[52488]} ، وذلك أنه خشي أن تسلم فيحرم عليه أخذه ، وقد وصف له ، وأعجب به{[52489]} ، فأراد{[52490]} أن يأخذه قبل إسلامها{[52491]} فيحل له . قاله{[52492]} قتادة{[52493]} .
قال قتادة : كان السرير من ذهب وقوائمه{[52494]} من جوهر مكلل باللؤلؤ{[52495]} .
وقيل : إنما فعل ذلك ليختبر عقلها به{[52496]} هل تنتبه إليه إذا رأته{[52497]} أم لا ؟ قاله ابن زيد{[52498]} .
قال ابن عباس : معنى{[52499]} { مسلمين }[ 39 ] ، طائعين أي{[52500]} مستسلمين لي{[52501]} . وقال ابن جريج : معناه قبل أن يدخلوا في الإسلام فتمتنع علي أموالهم{[52502]} . وهو قول قتادة المتقدم{[52503]} . وإنما خص{[52504]} سليمان السرير دون غيره من مملكتها لأنه أعجب به .
فعل ذلك لإعجابها به ، واحتياطها{[52505]} عليه{[52506]} ، فأراد أن يريها قدرة الله وعجزها ، وأن السبعة{[52507]} الأبيات التي قفلت عليه{[52508]} لا تنفع{[52509]} شيئا ، فيكون ذلك حجة عليها في نبوته{[52510]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.