ثم قال تعالى{[53328]} : { وحرمنا عليه المراضع من قبل{[53329]} }[ 11 ] . أي ومنعنا موسى المراضع أن يرتضع{[53330]} منهن من قبل رده إلى أمه . وقيل : من قبل أمه{[53331]} .
وقيل{[53332]} معناه : منعناه{[53333]} قبول ذلك .
وقيل : هو من المقلوب . ومعناه : وحرمنا على{[53334]} المراضع رضاعه ، والتحريم بمعنى المنع ، معروف{[53335]} في اللغة ، وواحد المراضع : مرضع ، ومن قال : مراضع ، فهو جمع : مرضاع ، ومفعال ، بناء للتكثير ، ولا تدخل الهاء في مؤنثه{[53336]} إذ ليس بجار على الفعل ، وقد قالوا{[53337]} : مطرابة .
ثم قال : { فقالت هل أدلكم على أهل بيت{[53338]} يكفلونه لكم }[ 11 ] .
قال السدي{[53339]} : أرادوا له المرضعات فلم يأخذ من ثدي أحد من النساء وجعل النساء{[53340]} يطلبن ذلك لينزلن عند فرعون في الرضاع . ويروى : أن فرعون بلغ منه الغم{[53341]} بامتناعه من الرضاع كل مبلغ حتى كان أخذه فرعون{[53342]} على يديه و{[53343]} جعل يطلب{[53344]} له الرضاع بنفسه ويشفق عليه من البكاء ، فلما قالت لهم{[53345]} أخته ما قالت استراح فرعون إلى قولها ، وطمع أن يقبل موسى رضاعها فقال : جيئني{[53346]} بها ، فذهبت إلى أمها فجاءت بها ، فأمرها فرعون برضاعه ، فقبل ثديها ، وسكت ، فسر بذلك فرعون وهذا من عجيب لطف الله . ومعنى : يكفلونه : يضمونه .
وقالت : { وهم له ناصحون }[ 11 ] ، روي : أنها{[53347]} لما قالت ذلك ، قالوا لها : ومن هي ؟ قالت : أمي ، قالوا لها : أو لأمك لبن ؟ قالت : نعم ، لبن أخي هارون .
وكان هارون ولد في سنة لم يكن فيها ذبح .
روي{[53348]} : أن فرعون كان يذبح سنة ويترك{[53349]} سنة .
وروي : أنه كان ترك الذبح أربع سنين{[53350]} ، فولد هارون في آخرها ، فأرسلت امرأة فرعون إلى أم موسى ، وقالت لها : هذا الصبي أرضعيه ، ولك عندنا الكرامة ، مع ما لك من القدر عندنا ، ولزوجك ، فأخذته وأتم الله وعده لها برده إليها ، فلما صار موسى إليها لم يبق أحد من خاصة فرعون إلا أكرمها ، وكان زوجها عمران قد احتبسه فرعون عنده ، فرده عليها .
ويروى{[53351]} أن فرعون قال لأم موسى : كيف ارتضع هذا الصبي منك ؟ ولم يرتضع من غيرك ؟ فقالت{[53352]} : إني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، فلا أكاد أوتى{[53353]} بصبي إلا ارتضع مني .
وروي : أنها لما قالت : { وهم له ناصحون }[ 11 ] ، أخذوها ، فقيل{[53354]} لها : قد عرفته ، فقالت : إنما عنيت أنهم للملك ناصحون ، قاله السدي وابن جريج{[53355]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.